علي عايض آل منصور
هي مجرد نظرة تجوب خيالي، قد تكون صائبة، وقد تكون قاصرة، أحترم فيها ذاتي وأخرج بها عن المألوف أو المتداول، فسبحان من يغير ولا يتغيّر، ويبقى لكل زمن رجال.
المألوف أننا اعتدنا على أن من يكبرنا سنا، يكبرنا فهما وإدراكا، وهذا هو المتعارف عليه بين سائر الناس، ولكن مع غزو العولمة وركضنا في مجاراتها، تغيرت مفاهيم كثيرة، وجدّت أخرى، واندثر الكثير من الجهل، وأصبحنا نلمس كل هذا في حياتنا، فأصبحنا نرى أجيال هذه الحداثة أكثر إدراكا ووعيا ممن سبقوهم بسنين، فجميع ما يحيط بهم من وسائل حديثة لو استخدم للأفضل لكانوا جهابذة عصرهم.
فنلاحظ كثيرا تمسك الأغلب من هذه الفئة برأيه بغض النظر عن نهايته، صحيحة كانت أم خاطئة، رغم أن الخبرة الحياتية هي من تفرض نفسها أحياناً، على الثقافة والوعي المكتسب من التعليم والتثقف، ولنا في كبار السن والأجيال السابقة مثال حي، ولكن تبقى الاستشارة هي ما يمزج بين الجيلين رغم قلتها..!!
وفي الجانب الآخر لهذا الشأن، نتعجب لسير وتجارب من سبقونا، ونقتبس منها الفائدة والعبرة، ونحاول أن نحذو حذوهم، وجعل بعض النجاحات مقياسا، أو على الأقل إلهاماً يمضي بنا إلى مبتغانا، مع العلم أن فُرصنا هي الأكثر توافرا والأكثر إمكانية.
أنا لا أعلم إذا كانت الأجيال ترتقي، أو تتهاوى من رقُيها مع مرور السنين!.
ولست مخولا بالحكم اطلاقا، ولكن ما أعرفه تمام المعرفة، أن كل جيل يقول لمن سيأتي بعده: ما الجديد من بعدنا؟.