خالف غالبية تجار الماشية الذين سمحت لهم أمانة القصيم بإقامة حظائرهم داخل الأحياء وقت عيد "الأضحى"، اتفاقهم معها، والذي أبرم على أساس تمكينهم من إقامة الحظائر في المجاميع السكنية على أن يتولوا مسؤولية إزالتها بعد الموسم، وهو ما لم يحدث.
تراجع تجار الماشية عن اتفاقهم مع أمانة القصيم، أحدث ضررا كبيرا لسكان الأحياء التي أقيمت الحظائر في داخلها، في الوقت الذي أبدى فيه عدد من المواطنين في بريدة انزعاجهم الشديد من"المخلفات والروائح" التي خلفتها حظائر بيع المواشي وسط الأحياء بعد عيد الأضحى، وذلك بعد السماح لمربي المواشي من قبل أمانة المنطقة ببيع الأضاحي وسط الأحياء.
ورصدت "الوطن" خلال جولة قامت بها أمس على عدد من الأحياء، رحيل أصحاب الحظائر دون تنظيف ما خلفوه وراءهم من روث وفضلات مما تسبب في روائح كريهة ومناظر مزعجة تذمر على أثرها الأهالي، وهو ما دفع المواطن ناصر السنيدي بتحميل أمانة المنطقة مسؤولية ما جرى، والتي قال إنه كان من الأجدى عليها تكثيف النظافة العامة بعد فترة السماح أو على أقل تقدير فرض غرامة كبيرة على هؤلاء الذين عثوا في الأحياء دون مراعاة الذوق العام وصحة الأهالي.
وأبان السنيدي أن الروائح لم تعد تطاق ولا بد للمسؤولين بأخذ الموقف الحازم تجاه هذا الأمر، فيما اقترح أن تسلك أمانة القصيم الموسم المقبل طريقة أخرى وذلك عبر اعتمادها "حظائر متنقلة" داخل الأحياء، أو أن يكون البيع عبر السيارات الكبيرة ولا يكون في الأرض، وهو المقترح الذي أشار السنيدي أنه سيسهم في عدم بقاء آثار ومخلفات المواشي داخل الأحياء.
فيما أكد مشاري الفراج أن الروائح لم تقتصر على حي معينا بل كانت حاضرة في جميع الأحياء التي بيعت فيها تلك المواشي. وقال "مربو الماشية لا هم لهم سوى التكسب وبيع مواشيهم بعد ذلك تركوا المكان دون إعادته كما كان", مضيفا أن المسؤولية العظمى تقع أولا وأخيرا على من أذن لهم بالبيع دون أن يأخذ بالاعتبار راحة المواطن وصحته التي هي الأهم، وقال " قد تنتج من هذه المخلفات أمراض وأوبئة نتيجة تجمع الحشرات على فضلات المواشي، ما نتمناه دراسة للأعوام المقبلة وموقف حازم مع هواة التكسب".
من جهته، أكد المتحدث الرسمي بأمانة منطقة القصيم يزيد المحيميد لـ"الوطن" أمس، أن مسؤولية النظافة في هذه المواقع تقع على مربي الماشية، مشيرا إلى أن هناك اتفاقا مبرما بينهم والبلديات الفرعية، مضيفا "أن صاحب الحظيرة ملزم بتنظيف المكان وتركه نظيفا فور عزمه على تركه وأن البلديات الفرعية في بريدة أجازت بيع الأضاحي لمدة محدودة وسط الأحياء".