إنصاف حيدر
اعتلت الشاعرة السودانية روضة الحاج منصة التكريم في سوق عكاظ، وما كان من راعي هذه التظاهرة الثقافية إلا أن قلدها وشاح التكريم تقديراً منه لها (بردة شاعر عكاظ).
إن تكريم الفيصل للشاعرة الأنثى يرمز لانتصار الثقافة والمثقفين على بدعة (ذكورية الثقافة) التي بلينا بها وخيّمت على المشهد الثقافي في العالم العربي على وجه العموم والسعودي خاصة بل وسادت فيه للأسف.
لقد زاحمت المثقفة السعودية ذكورية الثقافة بكل جدارة إلى أن انتزعت حقها الطبيعي ومكانتها في التمثيل الثقافي والظهور على منصات المحافل والتجمعات الثقافية إلى جانب المثقف الرجل؛ ومن ذلك موقف الأمير خالد، فقد كان مشهد تكريمه للحاج مشهداً عظيماً.
لن ننسى ذلك العمل ضد المثقفة السعودية، المتمثل في حرق النادي الأدبي بالجوف لمجرد الإعلان عن تنظيم أمسية شعرية للشاعرة حليمة مظفر.
لن ننساه ولن ننسى غيره من المواقف والأفعال والأقوال التي يواجه بها البعض نساء هذا الوطن دائماً؛ ولكننا سعيدون في المقابل بموقف الفيصل وغيره من المواقف المشابهة، كصعود المؤلفات السعوديات على منصات التوقيع في معرض الكتاب الذي يقام سنوياً في مدينة الرياض على سبيل المثال.
لدينا فئة يبذلون كل ما بوسعهم لوضع العراقيل والعقبات في طريق نجاح السعوديات في الساحة الثقافية، وهذه مشكلة كبيرة تحتاج إلى تدخل سريع وحل فوري، قبل أن تستفحل في مجتمعنا أكثر وأكثر، فتشوه صورة المملكة في هذا العصر الذي أصبحت المرأة فيه شريكة للرجل في جميع مجالات الحياة، وعلى رأسها المجال الثقافي في جميع المجتمعات الراقية المتمدنة.
إن كل ما أتمناه أن نشاهد جميعاً تكريم شاعرة ومثقفة سعودية في مشهد مماثل لتكريم روضة الحاج؛ وما بذلك ببعيد عن راعي الفكر العربي.