محمد الأحمري


إن من سمة الناجحين أولي الهمم العالية، العلم و الإصرار والعزيمة، فالآمال لا تتحقق إلا بالعزيمة والإصرار، وإن من أشد القيود التي تحول بين الإنسان وتحقيق أهدافه خور العزيمة. ففي ديننا الإسلامي افتتح الله عز وجل كتابه الكريم بـ(اقْرأ باسْم ربّك الّذي خلق) وقال تعالى: (يا يحْيى خذ الكتاب بقوة) وظلت تعاليم الإسلام السمحة وحضارته الوارفة ترغب في طلب العلم وتكريم العلماء، فنبغ المسلمون في شتى العلوم والتمسوا المعرفة وأجلّو العلم وقدرهم وحفظ تاريخهم الناصع وصنعهم ومساهمتهم الفعالة في تطور الحضارة الإنسانية، والآن ونحن نعيش ثورة الاتصالات وعصر التقنية والتكنولوجيا يظهر بشكل جلي وواضح أن غالبية العرب ظاهرة صوتية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، ثرثرة وجدال وصراعات لا تنتهي. وأن قوة الصوت هي خطاب العربي الذي يعتمد عليه، والعلوم في العالم العربي تعاني من الإهمال وضعف المخرجات و الإحباطات التي يواجهها العالم وإن كان ذلك يتفاوت من دولة لأخرى، إن اهتمامنا بطلب العلم والاستزادة وروح المبادرة أعتقد أنها ماتت بموت "عباس بن فرناس" رحمه الله، وعجلة الحضارة بعيدة وستبعد أكثر بعد أن كنا نمسك بقصب السبق، وسقوط "فيليكس" أظهر لنا مدى البون الشاسع بين عالم اهتم بالعلوم وعالم على الطرف الآخر علا في ظواهره الصوتية، هذه القفزة التي نفذها النمساوي "فيليكس بومجارتنر" من حافة الفضاء، وحطم بها عدة أرقام قياسية، وكسر حاجز الصوت فلتكن بمثابة شحذ الهمم ودافع لنبذل ونسعى لعلنا نلحق بالركب ونحقق إنجازات تفخر بها الأجيال المقبلة بدل أن نتفرج على إنجازات العالم المتقدم ونتأمل الغرب الذي يبهرنا بإنجازاته.

من شأن هذا المنجز الإنساني الذي يضاف إلى الحضارة الإنسانية، أن تخلق روح المبادرة والابتكار لدينا فالعقل يخلق ويبدع كل شيء، ولذلك يجب توجيهه توجيها سليما بحيث لا يخلق سوى الأفكار الخلاقة والتي بدورها ستتخذ صورة ظاهرة ومحسوسة، ثم عدم الاستسلام للإخفاق والفشل. لا شيء مستحيلا و لا شيء مستبعدا والعلم يعطي بقدر الإخلاص فقط اعمل ولنحاول ونفعل فإن الفشل هو الادعاء بأن هذا الشيء مستحيل ونخرج من عبارة العرب ظاهرة صوتية فقط.