عبر طرق محددة وقوافل منتظمة، اختتم معظم الحجيج نسكهم أمس، بعد أن أتموا رمي الجمرات الثلاث وأداء طواف الوداع، ومغادرة مكة المكرمة متجهين إلى أوطانهم بأمن وسلام، وسط منظومة متكاملة من الخدمات.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، في المؤتمر الصحفي الذي عقده بمقر الإمارة بمنى أمس، إن هناك تفاوتا في الرقم الحقيقي للحجاج بين مصلحة الإحصاء، ومنشأة جسر الجمرات، إلا أن الرقم يقترب من 4 ملايين حاج، كاشفا عن دراسة لتسوير المشاعر المقدسة أمر بها خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان الماضي.
وأكد الفيصل أن هناك لبسا في معنى كلمة "تسوير"، وأن المقصود بها التحكم في مداخل المشاعر المقدسة لمواجهة الافتراش والحجاج المخالفين، مشددا على أن ظاهرة الافتراش ستواجه بالحزم والحسم اعتبارا من الحج المقبل، إضافة إلى تطبيق العقوبات بصرامة، وبدون مجاملات للحجاج المخالفين.
ولفت رئيس لجنة الحج المركزية إلى أن لجان الحج ليست مضطرة للرد على كل ما يرد في وسائل الإعلام الجديد، قائلا: "هناك بعض الأمور التي تستدعي الرد، وهناك أحيانا مغالطات للحقيقة، وإذا كان هناك نقد بناء في وسائل الإعلام الجديد أو القديم، فنحن نرحب بالنقد البناء، ونشكر كل من يكتب عنه، وإذا أردنا الإصلاح فعلينا أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نصلح الآخرين، أما إذا كان التهجم والافتراء لمجرد محاولة تشويه الصور الجميلة، فهذه لا تعنينا".
إلى ذلك، أعلن وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة أمس أن حج هذا العام كان خاليا من الأمراض الوبائية والمحجرية.
هنأ أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل حجاج بيت الله الحرام الذين توافدوا من كل أنحاء العالم ليؤدوا هذه الفريضة على سلامتهم، وعلى كل ما قدم لهم من خدمات ونذرت المملكة نفسها لخدمة ضيوف الرحمن، وعلى اهتمام قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، الذين وفروا جميع السبل وأسباب الراحة والخدمات لحجاج بيت الله الحرام في هذه الأيام المباركة، وعلى هذه الأرض المباركة.
وشكر الأمير خالد الفيصل، لجنة الحج العليا برئاسة وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز على كل الجهود التي بذلها الأعضاء والمؤسسات والهيئات المشاركة في خدمة الحجيج.
وذكر أمير منطقة مكة المكرمة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس بمقر الإمارة بمنى بعض الأرقام عن أعمال الحج، حيث أوضح أن هناك ما يزيد على 120 ألف رجل أمن في القطاعات الأمنية في خدمة ضيوف الرحمن، إضافة إلى 10 آلاف آلية و25 طائرة عمودية للدفاع المدني، و20 طائرة عمودية للأمن العام، يعمل بها 360 طيارا وفنيا، إضافة إلى 30 ألف كاميرا للمراقبة و100 دورية أمنية متجولة، و200 مركز أمني.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة "إن أمانة العاصمة المقدسة وفرت خلال حج هذا العام 12 ألف عامل نظافة في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، كما تم ضخ 3,600 ملايين متر مكعب من المياه في المشاعر المقدسة، بمعدل 600 ألف متر مكعب يوميا، وتم توفير طاقة كهربائية في مكة المكرمة، والمشاعر المقدسة، والحرم المكي دون أي قصور أو انقطاع لأحمال تصل إلى 3300 ميقاوات بزيادة 30% عن العام الماضي، كما قدمت شركة الكهرباء خدماتها لـ565 جهة حكومية وخدمية، موجها تحيته للشباب المتطوع الذي آثر أن يقدم هذه الخدمة مجانية بكل إخلاص وتعاون تام.
وقال "بلغ عدد الحجاج بحسب مصلحة الإحصاء 3 ملايين و161 ألف حاج هذا العام، إضافة إلى تعداد آخر على منشأة جسر الجمرات بين أن 3.65 ملايين حاج مروا من فوق الجسر يوم النحر"، متوقعا أن يصل العدد إلى 4 ملايين حاج.
وأضاف أن هناك زيادة كبيرة للحجاج غير النظاميين، الذين لا يحملون تصريحا، وهم سبب الافتراش، والكثير من المشاكل التي تحدث في الحج، ومعظم هؤلاء من المقيمين في المملكة وغير سعوديين ومع هذه الزيادة في الأعداد التي لم تكن محسوبة، سارت الأمور بشكل جيد، ويعد موسم حج هذا العام أنجح المواسم.
وأوضح الأمير خالد الفيصل أنه في كل عام نجتمع بعد الحج مباشرة، وفي هذا العام دعونا لاجتماع لجنة الحج المركزية في 25 الجاري، لنُقيّم ونراجع أعمالنا في هذا الحج، وندرس السلبيات التي حدثت ونعزز الايجـابيات، قائلا "هناك مقترحات وخطط، ونرجو أن يوضع حد لموضوع الافتراش، ولا بد أن نبدأ بحزم وحسم هذه المشكلة ابتداء من الـحج المقبل إن شاء الله" .
وأرجع الزيادة في أعداد الحجاج المخالفين إلى عدم وضوح العقوبة وعدم تطبيقها كما يجب، وأنه سيتم توضيح العقوبة في العام المقبل، وتطبيقها بصرامة دون مجاملات أو عواطف لمواجهة الإساءة للحجاج النظاميين، وما تقدمه الدولة من خدمات، وأن هناك ما بين 1.3 إلى 1.4 مليون حاج مخالف، شاركوا الحجاج النظاميين في خدمات لا حق لهم فيها.
وأضاف أن هناك تقارير ترده في لجنة الحج أولا بأول عبر مراقبين يعملون ليل نهار لتقييم كل أعمال الحج، وأن هناك خطة ودراسة متكاملة لموضوع النظافة سوف تطبق في مشروع تطوير المشاعر المقدسة، وأنهم يرحبون بكل نقد بناء في وسائل الإعلام، وإذا أردنا الإصلاح فعلينا أن نبدأ بأنفسنا قبل أن نصلح الآخرين.
وحول مسألة الافتراش والتزام مؤسسات حجاج الخارج بالتعليمات، قال "إن معظم المفترشين، ومعظم الذين يحجون بدون تصريح ليسوا من حجاج الخارج، وإنما هم من حجاج الداخل، وهم من المقيمين داخل المملكة، لأن حجاج الخارج كلهم يتبعون شركات تؤمن لهم السكن، مبينا أن لجنة الحج المركزية تقوم في كل عام بدراسة التقارير الميدانية التي تعالج المشاكل في وقتها".
وأشار الأمير خالد الفيصل إلى أن هناك دراسة لتسوير المشاعر المقدسة أُعلن عنها في مجلس الوزراء، وأمر بها خادم الحرمين الشريفين في شهر رمضان الماضي، وهناك 3 أمور وافق عليها مجلس الوزراء، وصدر بها أمر ملكي، الأولى اعتماد المخطط الشامل لمكة المكرمة، والثانية الموافقة على مشروع النقل العام في مكة المكرمة، والثالثة الموافقة على فكرة مخطط تطوير المشاعر المقدسة.
وبين أن هناك لبسا في معنى كلمة "تسوير" فالمقصود بها التحكم في مداخل المشاعر المقدسة، وهو جزء من أجزاء مواجهة الافتراش، ومواجهة الحج دون تصريح، وقال "إذا استطعنا أن نتحكم في مداخل عرفات فسوف نقلل الفرصة للحجاج غير النظاميين".
وبين أن لجنتي الحج العليا والمركزية درست موضوع دخول الحافلات القديمة للمشاعر المقدسة، وأصدرت تعليمات حازمة بهذا الشأن، طبق بعضها في الموسم الحالي، والمرجو في العام المقبل أن تكون جميع الحافلات جديدة، وهناك عقوبات صارمة بحق من يخالف الأنظمة والتعليمات من مؤسسات وشركات خدمات الحجاج.
وعن وجود أزمة في إدارة تشغيل مشروع قطاع المشاعر أجاب بقوله "لا أستطيع أن أقول أزمة تشغيل، لكن أي مشروع يقام يأخذ وقتا حتى يتكامل، والمشاريع ليست فقط مباني، وآليات التشغيل جزء من نجاح المشروع، ولا شك أن مشروع القطار ناجح، وأن هناك أزمة حصلت، وشكلت لها لجنة تحقيق، وسوف تصلنا نتائجها قريبا، وسيحاسب المسؤول عنها".