على جنبات جسر الجمرات، والطرق المؤدية إلى الشاخص في كافة أدواره، وقف مجموعة من الناس يحملون في أيديهم علب صغيرة معبأة بالمياه الباردة من أجل رش الرذاذ على الحجاج، لتلطيف الأجواء التي بدت حرارتها مرتفعة في الساعات الأولى من مساء أمس، ثاني أيام التشريق حيث وصلت الحرارة إلى 35 درجة مئوية عند الساعة الثانية من ظهر أمس، حيث شهد الجسر خروج وقت الزوال أكثر من 75% من حجاج بيت الله الحرام الذين تعجلوا في الرمي.

وحمل الحاج أحمد الصغير في يديه مجموعة من قوارير الماء، وعلبة مخصصة لرش الرذاذ الماء البارد على المتعجلين لرمي الجمرات، ويقول أحمد: إنه يريد بذلك حصوله على الأجر، وأن هذا العمل يكسبه كثيرا من الأجر؛ لكثرة المستفيدين، وعدم تكلفة هذا العمل الخيري التطوعي، ويضيف الصغير أن الأجواء تبدو مرتفعة الحرارة، مما يتسبب بضربات الشمس للحجاج، خاصة النساء، وأن هذا الماء سيتسبب في خفض درجات الحرارة في الأجواء ويبرد على الحجاج، ويؤكد أن هذه الفكرة بدأت في الحرم المكي؛ لسهولة تنفيذها، وعدم وجود محظورات أمامه عملها.

أما عبدالله بن زيد فيقول: إن علب الرذاذ فكرة نبيلة، حتى وإن كانت بسيطة جدا، ويكفي الحاج أجر المحاولة والنية النبيلة لخدمة ضيوف الرحمن، ويشير إلى أن هذه الفكرة انتشرت كثيرا ويعتقد أن هناك من أخذ هذه الفكرة من مراوح الرذاذ المنتشرة على أدوار الجسر، التي تبث كميات كبيرة من المياه لتلطيف الأجواء.

ويعمل في مشروع منشأة الجمرات نظام التكييف المتطور "نظام المكيفات الصحراوية"، وقنوات لنثر الرذاذ على الحجاج في الطابق الخامس " مرواح"، الأمر الذي يسهم في خفض درجة الحرارة حوالي 5 درجات مئوية، حسب الدرجة الخارجية.

وخصص المشروع 90 جهاز تكييف صحراوي في كل دور؛ ليصبح عدد المكيفات التي ستعمل بكامل طاقتها 360 مكيفا في أربعة طوابق لجسر الجمرات، كما تم تغطية الطابق الخامس بقماش للوقاية من الشمس على شكل خيمة، وتخصيص 90 مروحة تبريد، إضافة إلى تشغيل قنوات نثر الرذاذ لتلطيف الجو.