لطالما شكل الركن الخامس من أركان الإسلام وأداء الملايين من المسلمين النسك تظاهرة فريدة من نوعها، هذا ما حدث مع الحاج الصربي فايزو، الذي كان يعتنق النصرانية قبل أن يدخل الإسلام.

الحاج فايزو رادم شيش (29 عاما)، التقته "الوطن" وسط منى، وقال إنه أسلم بعد أن قرأ كتاب "الطريق إلى الحج"، وإنه وجد هذا الكتاب في مكتبة "كنسية" في بلاده، وكانت برفقته زوجته، حيث يقرآن الكتاب بالتناوب داخل مكتبة تلك الكنيسة.

وأشار الحاج فايزو - الذي غير اسمه إلى عبدالله - إلى أن زوجته كانت متدينة بطبعها قبل الدخول في الإسلام، إذ كانت لا تريد الاستماع إلى الأغاني والملهيات، مبيناً أنها كانت تقرأ كتاب "العهد القديم" وسط ممانعة من قبل القساوسة.

وأوضح عبدالله أنه لأول مرة يحج هذا العام، وسط مشاعر من الفرح والسرور تحيط به وزوجته، لافتاً إلى أنه حاليا يقيم في الرياض ويعمل في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وزوجته تعمل أيضاً في جامعة "نورة" للبنات، وأن أحد أفراد العائلة سهل لهما إيجاد فرصة عمل في الرياض. وبين أن زوجته - التي كانت اسمها لوينوا (24 عاما)، وتحول اسمها بعد الإسلام إلى فاطمة، كانت ولا تزال السند الحقيقي له في دخوله للإسلام، وإصرارها على أداء فريضة الحج هذا العام. وذكر أنه لم يعان من أيه مشاكل في القدوم إلى حج هذا العام، لافتاً إلى أن أداءه للنسك شكل علامة فارقة في حياته، كونه كان يقرأ عن هذا التجمع في الكتاب فقط، فكيف به الآن وهو ينخرط مع تلك الأفواج ويمارس معهم أداء الركن الخامس.

من جانبه، قال أحد أقارب عبدالله، والذي اكتفى بتسمية نفسه أبو محمد (35 عاما) إنه يعمل أيضاً في جامعة الإمام محمد بن سعود، ودخل الإسلام قبل قريبه عبدالله، مشيراً إلى أنه حاول مراراً أن يقنع صديقه للدخول في الإسلام، وأن كتاب "الطريق إلى الحج" كان له الأثر الكبير في دخول عبدالله في الإسلام، مشيرا إلى أنه للمرة الثانية في حياته يؤدي نسك الحج، مشيداً بالمنشآت الحديثة التي شيدت من أجل التسهيل على حجاج بيت الله الحرام.