أكدت اختصاصية أن العقد النفسية التي تسبب الاضطرابات الشخصية تتكون منذ الصغر، مؤكدة على دور الأسرة في بناء الكيان التربوي والتقويم في السلوك الفردي في نفسية الطفل، فمنها يتعلم، ويكتسب بعض القيم، وقواعد الآداب، والأخلاق، كما أنها السبب في نمو الفرد وبناء شخصيته.
وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية سلمى العالي إلى "الوطن"، أن العقد النفسية تتكون في الصغر، وأن البناء النفسي السليم للطفل يستلزم تربية واعية تراعي متطلبات الطفل، مشيرة إلى أن على الأسرة توعية الطفل وإعطائه الحرية في اختيار الأشياء ليعبر عن رأيه في حدود العقل لتنشئة شخصيته تنشئة سليمة تثق بذاتها، ويجب على الأم والأب أن يكونا ذا مصداقية في تعاملهم من حيث الإرشادات والنصائح.
وأضافت "الآباء قدوة حسنة كانت أم سيئة، لذلك يجب على الوالدين الاتصاف بالسلوك الحسن، لينقلوه إلى أبنائهم".
وحذرت العالي، من استخدام الألعاب الإلكترونية وقالت "لها دور فعال في تلقي أولادنا بعض الأشياء غير المرغوب بها، لذلك يجب على الوالدين الحد من فترة اللعب لحد مقبول فيه، وألا يقوما باستخدامها كوسيلة لأخذ وقت راحة طويلة، فبعض الأمهات للأسف يدفعن أولادهن للعب، فقط لمجرد إسكاتهم وإبعادهم عنها".
ونصحت بإعطاء الطفل متنفسا للعب، والتعبير عن ذاته، ومناقشة قضاياه، والتحدث بما يدور في عقله، فذلك له كبير الأثر في سلوكه المستقبلي وتجانسه مع المجتمع المحيط به.
وأشارت الاختصاصية إلى تقرير لمؤسسة اليونسكو عن المؤثرات التي تحدث للطفل من حرمانه من عطف أبويه جاء فيه، إن حرمان الطفل من أبيه وقتياً أم دائماً – تثير فيه كآبة وقلقا مقرونين بشعور الإثم والضغينة، ومزاجاً متمرداً، وفقداً للعطف العائلي".
وأوضح التقرير أن الأطفال المحرومين من آبائهم ينزعون إلى البحث في عالم الخيال عن شيء يستعيضون به عما فقدوه في عالم الحقيقة، وكثيراً ما تكون في مخيلتهم صورة الأب المثالي، وقد لوحظ في معاهد الأطفال أن انفصال الطفل عن والديه قد يؤدي إلى ظهور بعض العيوب، كصعوبة النطق، وتمكن العادات السيئة منة، وصعوبة نمو الحس العاطفي.