رغم غياب أجواء بهجة عيد الأضحى المبارك عن المقيمين في المملكة من الهنود والباكستانيين والبنجال في أول أيام هذا العيد، والتي تعودوا عليها في بلادهم، إلا أن الأطفال وذويهم يجتمعون بهذه المناسبة للترفيه، والتسوق، ومحاولة صناعة فرحة تنسيهم غربتهم هذه، يستحضرون بها كل ما يتعلق بالعيد في ديارهم.
"الوطن" التقت بالمقيم محمد قادر (هندي الجنسية) وهو بمعية زوجته وأطفاله، وهم يرتدون ما أسماه بـ "كورتا بيجاما"، وهو الزي الذي يلبس عادة في المناسبات الإسلامية كيوم الجمعة، وعيدي الفطر، والأضحى، يقول باشا: "إننا نفتقد إلى أجواء عيد الأضحى التي نعرفها في الهند، ونحاول أن نجتمع هنا في المملكة مع أقربائنا، لصنع الأجواء الخاصة بنا".
من جانبه يذكر المقيم "نزار"، من مدينة كيرلا في الهند، أنهم يستعدون قبل عيد الأضحى بدهن أجسامهم بزيت الزيتون، ثم يستحمون، ويذهبون لصلاة العيد باكرا، ويضيف "عندما نرجع نقوم بزيارة الأهل والأصدقاء، ويتم تناول وجبة مكونة في العادة من ثلاثة أنواع من الأرز البرياني الهندي، وهي تعد عادة بلحم الغنم أو لحم البقر أو لحم الدجاج". وأشار إلى أنهم يقومون صباح اليوم الأول من العيد بالاتصال بأقربائهم، وأهاليهم، وأصدقائهم لتهنئتهم بعيد الأضحى، ويؤكد بقوله: "ربما لو نسينا أحدهم ولم نتصل به سيغضب، فالتهنئة مهمة بالنسبة لنا، ونحرص عليها دون التفكير في التكاليف، ومهما كانت المشاغل التي لدينا".
من جهة أخرى يستذكر المقيم الباكستاني عثمان عيد الأضحى في بلده، ويقول: "من المهم أن نصلي صلاة الفجر يوم العيد الأضحى في الجامع استعدادا لصلاة العيد، وبعد صلاة العيد نتوجه إلى منازلنا، ونقوم بذبح الأضحية، مبينا أن هناك أكلات مخصصة يتناولها الباكستانيون في عيد الأضحى منها "التكا" وهي وجبة من اللحم، وكذلك "متن كراي" وهو اللحم بالكاري، حيث تجتمع العائلة لتناوله.
وأضاف أن "رحلة التزاور بين الأهالي والأصدقاء تبدأ بعد صلاة العصر، وفي هذه الزيارات يتم توزيع لحم الأضحية على المحتاجين".
ويؤكد عثمان، أن هناك زيا خاصا يرتدونه بهذه المناسبة يدعى "شلوار قميص"، ويعني السروال والقميص الباكستاني المعروف.
فيما يذكر البنجالي محمد إسكندر، أنه لا يشعر بطعم العيد مع 12 ساعة عمل في اليوم، ويستدرك "لكنني لا أنسى مظاهر العيد في بنجلاديش، فالكل هناك يستعد للأضحى بالملابس الجديدة، وتجهيز وشراء الأضحية التي تكون إما من البقر أو الغنم، وبعد صلاة العيد نقوم بذبح الأضحيات، وتقسيمها إلى ثلاثة أقسام: قسم للبيت، وآخرللأقارب، وثالث للمساكين". وأضاف، أن هناك وجبات مخصصة لهذا اليوم منها "كالوجيرا"، وهو نوع من الأرز، و"رستو" وهو وجبة من اللحم، و"شاماي فيني"، وهي نوع من الحلوى، لكنها مخصصة ليوم العيد فقط، مشيرا إلى أنهم يلبسون في هذا اليوم الثوب البنجابي، والكوفية.