ظاهرة جديدة طلت برأسها على الساحة الغنائية في مصر خلال العام ونصف العام الماضية، وتحديداً بعد إندلاع ثورة 25 يناير، تتمثل في لجوء غالبية المطربين والمطربات إلى إنتاج ألبوماتهم على نفقاتهم الخاصة، في محاولة من جانبهم لتجاوز الركود العنيف الذي ضرب سوق "الكاسيت"، وإحجام شركات الانتاج عن تقديم ألبومات غنائية في ظل هذه الظروف.
وقال مطربون تحدثوا إلى "الوطن"، إن هذه الخطوة فرضتها عليهم الظروف التي تمر بها سوق "الكاسيت"، لافتين إلى أنها خطوة لابد منها، لاسيما وأن الابتعاد عن الساحة وبعيداً عن الجمهور، أمر صعب لم يكن في صالحهم، علاوة على أن الانتاج على نفقتهم الخاصة، يجنب المطربين تدخلات المنتجين في عملهم، سواء كانت ذلك بمبرر أو بدونه.
ومن أبرز المطربين المصريين الذين قرروا الإنتاج على نفقتهم الخاصة، محمد فؤاد، والذي يعود إلى الساحة الغنائية بعد عامين من الابتعاد، من خلال ألبوم يضم عشرة أغنيات ما زال يعكف حالياً على العمل به، واختيار اسم مناسب له.
وقال فؤاد "قررت الانتاج على نفقتي الخاصة لكسر حالة الجمود التي يعانيها سوق الكاسيت"، مطالباً كافة المطربين بالإقدام على نفس الخطوة لإنقاذ السوق، واعادة النشاط إليه من جديد، دون انتظار شركات الانتاج التي تأثرت كثيراً بسبب عزوف الجمهور عن الأغنيات خلال العامين الماضيين، لافتاً إلى أنه من المقرر طرح ألبومه الجديد قبل نهاية العام الجاري.
وأضاف أن الابتعاد عن الساحة والجمهور بصفة عامة أمر خطير، لم يكن في صالح المطرب، وبالتالي فإن الحفاظ على الارتباط بالجمهور أمر مطلوب ولابد منه.
ومن جانبها قالت المطربة جنات أنها أنتجت ألبومها الجديد على نفقتها الخاصة، لتجنب تدخلات المنتجين في عملها، إضافة إلى أنها محاولة لتحريك المياه الراكدة، والتي تشهدها سوق الكاسيت في مصر بعد الثورة، إضافة إلى سرعة التقرب إلى الجهور والذي اعتبرته " بلا ذنب" في أن يجد مطربه بعيداً عنه بسبب أزمات مالية.
وكذلك الحال بالنسبة للمطرب مصطفى قمر، والذي يعود إلى الساحة بعد غياب دام لأكثر من 4 سنوات، بألبومه الجديد " مطمن" والذي أنتجه على نفقته الخاصة، ولحن به لنفسه أكثر من 5 أغنيات.
كما سيعود المطرب هشام عباس إلى الساحة الغنائية بعد غياب دام 3 سنوات، بألبوم جديد من إنتاجه، ويتعاون فيه مع الشاعر أيمن بهجت قمر في ست أغنيات، أما المطرب حسام حبيب، فيعود بعد غياب 4 سنوات منذ آخر ألبوماته "جوه القلب" فى 2008، ويستعد لطرح ألبومه الجديد خلال عيد الأضحى، ويتعاون فيه مع الشعراء عبدالحميد الحباك، ومحمد سرحان، وتامر حسين، والملحن إيهاب عبدالواحد، كذلك يلحن بعض الأغنيات بنفسه.
كما يعود المطرب "لؤى" بعد غياب 6 سنوات من الابتعاد عن الساحة ليطرح ألبومه الجديد فى عيد الأضحى، ويتضمن 12 أغنية؛ 4 أغنيات منها تم طرحها منذ فترة مع شركات المحمول كمقاطع للاتصالات، أيضا يستعد المطرب رامي صبري لطرح ألبومه الجديد "برتحلك"، الذى يضم 10 أغنيات، وهو من ألحان رامي صبري وإنتاجه.
إلى ذلك أكد أحد منتجي سوق "الكاسيت" في مصر محسن جابر لـ"الوطن"، أن "هناك محاولات مستميتة من قبل المنتجين والمطربين، للحفاظ على تواجد صناعة "الكاسيت" رغم ما تعانيه من أزمات شديدة وخسائر بالجملة، بسبب قراصنة الإنترنت، ومواقع تحميل الأغاني، وتغير السوق بشكل عام، ومعاناته من تبعات أحداث ثورة 25 يناير، وتأثيرها على الشارع المصري بشكل عام"، مشيراً إلى أن ملامح المستقبل ضبابية في الفترة الحالية.
وأضاف جابر أن الدولة نفسها تضررت كثيراً من انهيار " الكاسيت"، مشيراً إلى أن هذه الصناعة تدر ربحاً سنوياً يتجاوز ملياري دولار"، أي ما يعادل أكثر من 12 مليار جنيه"، وتدخل خزينة الدولة ضرائب كانت تدفعها شركات الإنتاج.
وأشار إلى أن عدد شركات الإنتاج كانت فى السابق تقريبا 48 شركة إنتاج، ولكن حاليا لا يوجد سوى شركة "عالم الفن"، و"روتانا"، و"فري ميوزيك"، وهي الشركات الموجودة فعلياً وتعمل حالياً واستطاعت أن تصمد على الساحة.