لما أشاهد ملامحه التي فيها من الخبث ما فيها، وعندما أستمع لأحاديثه الكثيرة في الفضائيات عن الثورة السورية، واستماتته العجيبة والاستثنائية والمتفردة، في الدفاع عن نظام بشار المجرم، أقول في نفسي: إما أن يكون هذا الرجل غبيا إلى حد أنه عاجز عن فهم ما يدور حولنا من أحداث سياسية في سورية، والتي تستوعبها حتى عقول الأطفال، وإما أن يكون مريضاً بمرض نفسي لم ولن يُكتشف، وإما أن يكون مأجورا، يتكلم ليقبض المال فقط، ولا احتمال ثالثا لحالة هذا الذي يُقال عنه محلل سياسي.. فيصل عبدالساتر.
يحدث أن تجد كثيرين في فضائنا الإعلامي العربي بنفس حالة الانبطاح للأنظمة، التي يقوم بها عبدالساتر هذا، ولكنها تختلف في درجاتها، ولا تصل إلى حالة التغييب العقلي هذه، التي يمثلها عبدالساتر خير تمثيل.
هذا الرجل يا سادة، يرى أن ما يحدث في سورية من قتل للأرواح وسفك للدماء، وإبادة منظـمة لشعب أعزل، كله مؤامرة ضد بشار الأسد، وأن حـلّ الأزمـة السورية هو في بقاء بشار رئيساً لسورية، وأن من حق الأسد ونظامه الإجرامي بامتياز، فعل كل ما بوسعهم لإبادة هذا الشعب الظالم.
بل أحياناً، تصل حالة التغييب العقلي والانفصال عن الواقع عند هذا الرجل، وفي بعض أحاديثه أنه يُنكر أصلاً أن هناك حالة إبادة وقتل للشعب السوري، وأن ما تعرضه الفضائيات من فيديوهات هي لعبة تقنية ضد بشار ونظامه، وأن صور الأموات من أطفال ونساء ورجال وشيوخ، التي نراها بالعشرات يومياً في سورية هي صور مُفبركة ومعمولة ببرنامج الفوتوشوب في عين عبدالساتر.
كلمة (بوق) قليلة في حق هذا الكائن، فهذه الكلمة نفسها تخجل مما يقوله عبدالساتر، وتتبرأ منه، مثلما تبرأ منه الضمير.