"أرسل حكيماً ولا توصه".. أرسل أمير قطر ولي عهده ونجله المعروف برجاحة عقله وهدوئه وحبه لتمتين العلاقات مع أشقائه في الرياض. هي ليست زيارة عادية عابرة في نظر المتابعين، فالضيف واستقباله والمجتمعون معه كلها كانت رسائل واضحة عن توحيد الجهود، وعن صفحات جديدة من الأخوة والتعاون. ولأن في التاريخ عبرا فقد حاول القوميون قبل عقود جر خلافات بين دولة خليجية والسعودية لتحقيق مصالحهم، وعند اللزوم توحد البلدان ورمي الخلاف وفشل المتآمرون.

الآن التاريخ يعيد نفسه.. يركب الحركيون وغيرهم الموجات ليحققوا أمانيهم فيعود الأشقاء ليتصافوا فتحبط آمالهم.. يطأ تميم بن حمد مطار الرياض فيسعد الملايين بالود ويكتئب المئات.. لأن الرجل لا يحمل أحلام جيمس بوند أو طموحات لورنس.. بل مبعوث صادق لوالده وممثل كفؤ لشعبه.. ولأن الصورة أعمق من ألف تصريح فقد كانت صورة اجتماع الشيخ تميم مع أركان الدولة السعودية مطمئنة لشعبي الدولتين.. مرعبة لأصحاب مفكات الخطاب المتصهين وأتباعهم. يترنح سياسيوهم في تونس ومصر.. ويتلاشى الخلاف الذي حاولوا استغلاله كثيراً. يقولون قديماً: "لا تطير في العجه" وقد طار الحركيون في عجة الربيع فلا هي أمطرت عليهم ولا هم بقوا في استكانتهم التي اعتمدوها قبل الربيع..

تميم بن حمد حللت أهلاً، ووطئت مع إخوتك في السعودية على رأس الفتنة.. وليمتعض المتآمرون.