على الرغم من وجودهم سنوياً بين الحجاج في المشاعر المقدسة، إلا أن أداء الحج هو الحلم الذي ما زال يصعب عليهم تحقيقه.. إنهم عمال النظافة الذين ينتشرون بين المخيمات وفي كل نواحي المشاعر المقدسة، للقيام بمهمتهم الكبيرة لخدمة الحجاج.
يقول عامل النظافة جعفر "40 عاماً" إنه أتى من منطقة القصيم مع غرة ذو الحجة، وإن الشركة التي يعمل بها انخرطت في تحالف من عدة شركات أخرى للمشاركة في خدمة المشاعر المقدسة، مشيراً إلى أنه يحلم بأداء الحج كل عام، إلا أن عمله يتطلب التفرغ التام، مما يمنعه من أداء الحج.
وبين جعفر أنه يعمل في تنظيف المشاعر منذ 4 أعوام، وهو الأمر الذي يعده شرفا كبيرا يفاخر به عند أقرابه وذويه، إلا أنه يشعر بالأسى لعدم تمكنه من مرافقة الحجاج وتحقيق حلم عمره بذلك.
وحول الأجر الذي يتقاضاه، أبان بأنه يتقاضى 1100 ريال، مشيراً إلى أنه قليل مقارنة بالجهد الكبير الذي يقوم به، ويقول "شركتنا تتأخر أيضاً في تسليم الرواتب كل عام" مبيناًَ أنهم يتلقون بعض الصدقات من المحسنين والحجاج مكافأة لهم على جهودهم.
وأشار جعفر إلى أن تنظيف المشاعر يبدأ في كل عام قبل وصول الحجاج لتجهيزها لاستقبالهم، فيما يستمر بعد ذلك حتى نهاية الحج.
ويلتقط الحديث عامل أخر يدعى محمد، "41 عاماً" ويقول "أعمل أنا وزملائي في نظافة مشعر منى سنوياً كوننا مسلمين" واحتكاكنا بالحجاج يجعلنا نتذكر هذه الفريضة المهمة باستمرار، إلا أننا لا نستطيع ذلك بحكم عملنا.