حسين سالم آل سنان


ذاكر يا ابني!. أعتقد أن هذه الجملة أكثر تكرارا يوميا في حياتي هذه الأيام. فكلما رأيت ابني طلبت منه أن يذاكر دروسه، ودائما ما تكون الإجابة .. قد ذاكرت!.

تقع المشكلة في عدم قناعتي بالوقت الذي يقضيه ابني في مراجعة دروسه، فطلبت منه أن يحضر كتاب أحد المواد ودفترها فماذا وجدت؟ صدقوني لا يوجد سوى عدد قليل من المسائل التي حلها في الكتاب أما الدفتر فكان شراؤه خسارة كبيرة فلم أجد فيه ما يذكر. وعندما سألته عن سبب ذلك؟ قال هذا الذي أعطانا إياه المدرس.

ذهبت لاستيضاح المشكلة من المعلم فقال لي إن الطريقة الجديدة في التعليم تعتمد على إجبار الطالب على الرجوع للكتاب فقد لوحظ في السابق خوف الطلاب من الكتاب فتم الاستغناء عن الدفتر ويحل المسائل في الكتاب. فسألته عن قلة الواجبات لأنني لم أجد عددا كبيرا من المسائل محلولا في الكتاب، فقال نحن نعتمد أكثر على الأمثلة التي تحل جماعيا في الصف فقد لاحظنا قيام الطلاب بنسخ حل الواجبات من بعضهم بعضا عن طريق الجوال، وبالتالي لا توجد فائدة من إعطائهم واجبات، وأردف قائلا أحيانا لا نجد وقتا حتى لإنهاء الدرس في الحصة. وعندما طلبت منه أن يعطي واجبات للطلاب، ومن لم يقم بذلك يتحمل مسؤولية نفسه فقال من المسؤول إذا حلها الطالب خطأ؟

هل الهدف الحقيقي هو مصلحة الطالب أم مصلحة المدرس وعدم إشغاله وبذل مزيد من الجهد خارج أسوار المدرسة بمبررات مغلفة باسم مصلحة الطالب؟ حسب وجهة نظري أن الطالب وخصوصا في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء إذا لم يقم بأداء الواجبات بنفسه ويدرب على القدرة على الحل بطريقة مستقلة فلن ينجح.

أخي القارئ ما رأيك بفلسفة المدرس حيال إجبار الطالب على العودة للكتاب وتقليل الواجبات لأن الطلاب يتناقلون حلها، وبسبب خوف المدرس من حل الواجب خطأ وهو لا يملك الوقت الكافي للتصحيح. في نظري، هذا الموقف يعكس كسل بعض المدرسين وعدم رغبتهم في بذل مزيد من الجهد لمصلحة طلابنا.