الشكر مرة أخرى للسيد "تويتر"، فهو المكان الذي منحنا الفرصة لاكتشاف أنفسنا ومن حولنا من جديد، وكشف في سنة أو أكثر قليلا، ما لم نتمكن من اكتشافه في سنوات طويلة مضت، كنا نعتقد فيها أن الصلاح والتهذب وجهان لعملة واحدة، وأن "المطوع" إنما هو رجل يمتلئ قلبه بالإيمان، وبالتالي فإنه لا يخوض في رخيص الكلام، ولا يمكن أن يكون سبّابا أو لعّانا.

اليوم تغيرت القناعات، بعد أن أماط "تويتر" اللثام عن الوجه الحقيقي لثلة من مدعي الصلاح والمتلبسين بالإيمان، حين طفقوا يخاصمون فجورا، وراحوا يسبحون في معاجم اللغة ينتقون منها القبيح من اللفظ، ويتفننون في السباب والشتم والقذف وهتك الأعراض بلا رادع أو وازع.

ومن خلال رصد بسيط للأيام التويترية الماضية، كان بعض الرجال الملتحين – كما تظهر صورهم حتى وإن لم يكونوا معروفين - هم نجوم "توتير" في السب والشتم، وسجلت على الكثير منهم مواقف مخجلة، انعكست في المجمل على الملتزمين بشكل عام.

وربما يجد هؤلاء حاليا من يتعاطف معهم، على أنهم مدافعون عن الحق والفضيلة، ورافضون لبعض القرارات والقضايا، لكنهم في الواقع يقدمون صورة قميئة للرجل المتدين، ويخلقون هوة كبيرة بينهم وبين المجتمع، خاصة جيل "تويتر" الذين اختصر عليهم المكان والوقت لقراءة أفكار من حولهم والتسلح بقناعاتهم الخاصة. مؤسف جدا أن تكون طريقتهم للدفاع عن الحق ـ حسب زعمهم ـ من خلال السب والشتم وقذف النساء، ومؤسف أكثر أنه لا يوجد بينهم من يذكرهم بما نسوا، ويأمرهم بالتوقف عن البذاءات، ومؤسف أكثر وأكثر غياب القانون الذي يجعل الإنسان – أي إنسان – يفكر ألف مرة قبل أن يتناول رشفة من فنجان قهوته بجوار زوجته وأبنائه، ثم يدون بيده ما يطعن به في أخلاق الناس وأعراضهم.