أخذت حيلة "نفاد شحن بطارية الجوال" تنتشر في أوساط الكثير من مستخدمي الهواتف النقالة؛ لإنهاء المكالمات الهاتفية التي لا يرغبونها "سريعاً"، حتى إنها أصبحت حيلة أو حجة مكشوفة أهدافها لدى فئة كبيرة من مستخدمي الهواتف النقالة، وقد يصل تكرار استخدامها إلى قطع التواصل بين الطرفين.
وسرد صادق الحدب، لـ"الوطن" قصة في ظروف مشابهة لمثل هذا السلوك، ذكر فيها أن أحد زملائه يمارس دائماً معه استخدام هذه العبارة بصفة متكررة، حتى إن تكرار تلك العبارة استمرت في جميع المكالمات الهاتفية التي تتم بينهما، وعليه قرر مقاطعة الاتصال بزميله هاتفياً؛ حتى لا يتضايق من اتصالاته، مبيناً أنه كان يكن له كل الاحترام والتقدير، وبعد اكتشافه ممارسة هذه "الحيلة" توقف تماماً عن مكالمته هاتفياً، مكتفياً التواصل معه من خلال رسائل "الواتس آب" فقط، مضيفاً أنه تأكد من ممارسة زميله لهذه الحيلة، بعد قيام زميل ثالث لهما بالاتصال على زميله "صاحب الحيلة" والاستمرار معه بالتحدث طويلاً بالرغم من إنهائه المكالمة التي كانت بينه وبين صاحب الحيلة بوقت قصير، وهذه الفترة لا تشفع له أن يشحن بطارية هاتفه بهذا الوقت القصير، وعندها عرف أنه يستخدم تلك الحيلة للتخلص من المكالمة معه.
وأضاف عصام السلمان، أن تلك الحيلة، يستخدمها البعض للتخلص من المكالمات الطويلة التي لا داعي لها، كأن يستخدمها البعض في إنهاء المكالمات أثناء انشغالهم بأداء أعمال أخرى أكثر أهمية، معتبراً هذه "الحيلة" بالفكرة المناسبة، وهي أفضل بكثير من عدم الرد على الهاتف أو إغلاق المكالمة في وجه المتصل، والتي قد ينزعج فيها المتصل أو يبدي مخاوف من تعرض المتصل عليه لمكروه أو أمر طارئ دفعه لعدم الرد على المكالمة، مؤكداً أن هناك حيلة أخرى يستخدمها البعض وهي: إشعار المتصل أن المكالمة غير واضحة، وبها تشويش في إرسال الذبذبات، ومن ثم إغلاق الاتصال وقفل الجوال، أو وضعه على خدمة "موجود" لثوانٍ معدودة حتى إذ أجرى المتصل اتصالاً آخر يلاحظ أنه بالفعل هناك ضعف في استقبال ذبذبات الشبكة في موقع المتصل عليه.
وأشار ناصر الزيد، إلى أن من لديه حيلة، فليحتل لوقف الاتصالات غير المرغوب فيها أو المطولة أو المتكررة، أو الاتصالات التي قد تتسبب في إحداث فعل أو قول مزعج أو منكر فمن الأولى الاحتيال على المتصل، لوقف ذلك المنكر وعدم المواصلة فيه، لما فيه مصلحة للطرفين "المتصل والمتصل عليه"، وهي وسيلة جيدة لاختصار الاتصال بخير الكلام ما قل ودل.
وأبان عبدالمنعم الحدب، أنه لا يستخدم طريقة "الحيلة" أو "الكذب" في التخلص من أي مكالمة، وذلك من خلال مصارحة المتصل بعبارة "أنا مشغول في الوقت الحالي، ولا بأس من الاتصال في وقت آخر"، أو عبارة "صديقي أنا في مهمة.. أرجوك اختصر المكالمة"، مؤكداً أن عبارات الصراحة مع المتصل ستكون أكثر قبولاً لديه من عبارات الكذب والحيل للتخلص من المكالمة.
وأكد صحفي في الأحساء – طلب عدم نشر اسمه- أن حيلة "نفاد بطارية الجوال"، هي حجة متكررة عند أحد المسؤولين في أحد القطاعات الخدمية في الأحساء، إلا أنه استطاع أن يجاري تلك الحيلة بقوله "لا بأس سأواصل التحدث معك هاتفياًَ حتى ينفد كامل شحن البطارية"، بيد أن تلك المجاراة لم تستمر طويلاً، إذ إن المسؤول لجأ إلى إغلاق الهاتف يدوياً بعد ثوانٍ معدودة حتى لا يكون كاذباً أمام الصحفي، لافتاً إلى أن جميع الموظفين لديهم أجهزة شحن للهواتف المتنقلة في مكاتبهم، إلا أن ذلك التصرف هو بمثابة التهرب، ولن يتقبل هذه العبارة مرة أخرى.