الحلقة الماضية من ثامنة داود على mbc تناولت موضوعا مهما وخطيرا، يتعلق بإحدى جرائم (الاتجار بالبشر) وهو تهريب الأطفال عبر الحدود من اليمن إلى السعودية، ولعمري إنها قضية تستحق الوقوف عليها طويلا في الإعلام السعودي واليمني لما تشكله من أهمية للبلدين، وللمنظمات الحقوقية العالمية والمحلية. رأينا وسمعنا في الحلقة بعض شهود العيان من الأطفال الذين تمت إعادتهم من قبل السلطات الأمنية السعودية، كانوا جميلين، وكانوا أذكياء، وكانوا يتألمون.. أحسسنا بمدى امتهان طفولتهم من قبل بعض معدومي الضمير الذين يتخذون من عذاباتهم تجارة، ويستغلونهم في التسّول، أو التهريب، بالإضافة إلى انتهاكات أخرى يتعرضون لها خلال رحلتهم الطويلة المؤلمة المحفوفة بالمخاطر. وكنت أتمنى لو أجرى فريق البرنامج لقاءات مع بعض ذوي هؤلاء الأطفال، خاصة الأمهات توغّلا في البعد الإنساني للقضية، ولعل الإعلام -بعد هذه الحلقة- يلقي كثيرا من الضوء على هذه القضية دفاعا عن الضحايا من الأطفال. ليس فقط من خلال البرامج الحوارية، بل – أيضا – عبر الأعمال الوثائقية والدرامية، حيث تحمل القضيّة في طياتها كل بذور القصة الناجحة في التلفزيون أو السينما (إنسانيا/ وبوليسيا/ وحركيا/ ونفسيا)، وخلال عقود طويلة عانت الولايات المتحدة الأميركية من مشكلات مشابهة في حدودها مع المكسيك (الفقيرة) وقد أفرزت هذه القضية الآلاف من القصص الإخبارية التي يبرع الإعلام الأميركي في التقاطها، وكثير من هذه القصص تحولت إلى أفلام يحمل معظمها حسا إنسانيا عاليا، وكانت سببا في لفت انتباه عامة الناس إلى القضية، حتى العالم خارج أميركا شاهدها، وتفاعل معها.