ولن أخفيكم سرا، إن قلت اليوم، إنني حاولت قبل عامين أن أشتري لوالدتي يحفظها الله، شهادة دكتوراه، من شقة مفروشة، تشبه (مصنع القصيم) للدكترة. والذين يعرفون والدتي عن قرب يعرفون أنها تستحق هذه الورقة (الكارتونية) عن جدارة واستحقاق.

هي عصامية تجيد بشكل لافت وضع الحروف فوق النقاط مثلما هي أم أو جدة لستة حروف حقيقية من (الدال) وسبعة ما زالوا على الطريق. حتى بحساب (الإرث) فإن علم الفرائض يشفع لها منهم بشهادة دكتوراه ونصف. وكنت أقصد أن تكون شهادة دكتوراة والدتي فضيحة مجلجلة، لولا أنني اكتشفت أن (دال) الدواب في وطني صارت (مصانع) على الشارع العام، ثم اكتشفت أيضا أن جامعات الشقق المفروشة تطلب مبلغا مكلفا لا يبزه سوى (مصنع القصيم) الذي وصلت أسعاره لشهادة الدكتوراه إلى ما يوازي (عشر) قيمة ناقة من (المزاين) رخيصة الثمن. تعالوا للمفارقات التي أفرزها مصنع القصيم لفضائح الدكترة.

في الفضيحة المجلجلة، شهادة دكتوراه في التخطيط الإقليمي، وبالمقاربة وبالمقارنة، هي ذات الشهادة التي استغرقت من صديق الحياة، الدكتور أحمد النهاري عشر سنوات متنقلا بين بلدين وأربع مدن وعشرات المنازل التي ما زال يدفع ثمنها الباهظ بعد عشرين عاما من الرحلة المشؤومة.

وكل هذا التعب اختصره (مصنع القصيم) بخمسين ألف ريال شفعت لصاحبها (المزور) أن يتبوأ منصبا لا يحلم به (النهاري) لأن ذكاءه الاستثنائي لم يشفع له بفهم قواعد اللعبة. كان عليه أن يذهب إلى (بريدة) ليوم وحيد، بدلا من عقد من الزمن في (الهجولة) من متشجان إلى إنديانا وانتهاء إلى (لانكستر) الإنجليزية.

على القائمة أيضا لمصنع القصيم، يبرز اسم الداعية الأشهر في شريطه عن كوارث (دمج) تعليم البنين مع البنات، إمام واحد من أكبر جوامع الوطن على الإطلاق وأكثرهم صخبا بالمثاليات الزائفة التي تكشفها شهادة دكتوراه مزورة تكشف هذا الانفصام الأخلاقي. في القائمة أيضا رموز من سدنة التيار الليبرالي مثلما فيها سلاطين الخطاب الوعظي. وطن هائل من (الإنتلجنسيا) المزورة لم تهرب منه سوى (والدتي) لأنني تقاعست عن مواصلة المشوار كي أشتري لها شهادة من مصنع أو شقة كي يكون لها (مبرة علي الموسى لوالدته الدكتورة نورة بنت محمد).