قبل أن تكون "أضحية" لسكاكينهم، كانت "ضحية" لنكاتهم الساخرة، هذه حال خراف العيد، والتي لا ينفك السعوديون عن إحاطتها بالجانب الكوميدي، غير أن تلك الكوميديا سرعان ما تصطبغ بـ"اللون الأسود" بإسقاط بعض شواهد العيد من عمليات ذبح وخلافه على الواقع العربي المتجسد بالأزمة السورية التي ذهب ضحيتها عشرات الآلاف من الأبرياء.

كثيرون اتفقوا بأن المستهلك هذا الموسم هو "الأضحية الحقيقية" لكونه من تذوق سكين الأسعار الحادة من الوريد للوريد دون أن يسمى عليه، ومنهم من وضع المستهلك موضع الخروف الذي يأكل ويشرب ويؤكل لحمه دون أن يحرك ساكنا وذلك لإقباله على الشراء رغم ارتفاعات الأسعار الحادة، دون وقفة جادة مع هذا الأمر مما جعل التجار يرفعون ويتلاعبون بالأسعار بارتياح ودون خشية غضب المستهلكين.

ولم تغب الساحة السياسية والشخصيات البارزة عن مشهد الأضاحي، فمنهم من قال "نحن ضحايا ويتم التضحية بنا في كل وقت وليس هناك شهر محدد للتضحية"، ويقصد واقع الشعب السوري اليوم. ويضيف "سورية هي الضحية الآن وضحاياها يقتلون ببلاش دون أسعار".

أما الرئيس العراقي الراحل صدام حسين الذي تم إعدامه في أول أيام عيد الأضحى، فتحضر مأساة توقيت إعدامه مع صبيحة كل أضحى، وتناول بعض السعوديين هذه الذكرى بالقول "بعد التضحية بصدام لم تعد هناك أضحية أعلى شأنا منه حتى هذه اللحظة ولحمه حتى الآن يؤكل ولم ينته حتى الآن".

وخلاف ذلك، رأى كثيرون أنه لو لم يتم في هذا العيد سوى التضحية بـ"بشار الأسد" لكان ذلك أمرا كافيا.