أوضحت استطلاعات الرأي العام الأميركية التي أجريت في أعقاب المناظرة العلنية الثالثة بين المرشحين الرئاسيين الأميركيين أن الرئيس باراك أوباما أحرز بعض التقدم في مواجهة منافسه الجمهوري ميت رومني، وإن كان لا يزال يحتل الموقع الثاني بفارق 0,9 نقطة مئوية. وقالت النتائج الأولية لتلك المناظرة التي تركزت على السياسة الخارجية إن أوباما أحرز بعض التقدم في ولاية اوهايو على نحو ينبئ بأن الأرجح أن يفوز بها، فيما أحرز رومني تقدما موازيا في فيرجينيا. ولأوهايو 18 مقعدا في الكلية الانتخابية مقابل 13 مقعدا لولاية فيرجينيا. غير أن رومني حافظ على تقدمه في فلوريدا التي بات من شبه المؤكد أن تمنح مقاعدها التي يبلغ عددها في الكلية الانتخابية 29 مقعدا للمرشح الجمهوري.
وتتلخص الخريطة العامة لنتائج ما بعد المناظرة في أن أوباما رجح الموقف لحسابه في كل من ايوا وويسكونسون بالإضافة إلى أوهايو. وفي المقابل فإن رومني رجح الموقف لحسابه في كولورادو بالإضافة إلى فيرجينيا وفلوريدا. وفي اللحظة الحالية فإن رومني له 206 مقاعد في الكلية الانتخابية مقابل 201 لأوباما. وإذا ما أضاف رومني مقاعد فلوريدا وفيرجينيا فإنه سيصل إلى 243 مقعدا. وإذا أضاف أوباما أوهايو وميتشيجان وويسكونسون إلى كفته فإنه سيحصل على 245 مقعدا. ويحتاج المرشح أكثر من 270 مقعدا للفوز بالانتخابات.
إلا أن بوسع الرئيس أيضا أن يضيف بنسلفانيا ولها 20 مقعدا ليصل إلى 265 مقعدا أي أقل قليلا من النسبة المطلوبة للفوز. ويعني ذلك أن الولايات الصغيرة مثل نيوهامبشاير ولها 4 مقاعد أو نيفادا ولها 6 مقاعد ستصبح هي "بيضة القبان" التي ترجح كفة أي من المرشحين. ولا يمكن اعتبار الناخبين على وجه الإجمال في أي ولاية من الولايات المتحدة هدفا للسباق الحالي ذلك أن الأغلبية الساحقة من الناخبين حسموا بالفعل موقفهم. وتقول الأرقام الأولية إن مليون صوت موزعة على كل الولايات التي لم تحسم موقفها هي الأصوات التي لم تحدد موقفها بعد. أي أن السباق بات محصورا في التنافس على كسب أصوات مليون ناخب فقط.
وتجنبت حملة رومني والمرشح للموقع الثاني على البطاقة الجمهورية بول رايان إثارة قضايا السياسة الخارجية في حملتهما أول من أمس أي في اليوم التالي على المناظرة. وركز الثنائي الجمهوري الحملة على الورقة الرابحة أي توجيه سؤال مباشر للأميركيين يقول "هل أوضاعكم الآن أفضل من أوضاعكم قبل أربعة أعوام؟. وهل تريدون مد هذه المعاناة أربعة أعوام أخرى؟".
ويعتقد المراقبون أن من المستحيل الآن التكهن بالنتيجة النهائية للانتخابات بسبب التراجع الكبير الذي طرأ على موقف أوباما بعد المناظرة الأولى. ولهذا السبب فإن إيقاع الحملة بات الآن بالغ التسارع والحدة إذ إن أحدا لا يعرف كيف يمكن أن ينتهي هذا السباق.