خسر النصر بطولة فتحول حبه إلى عشق في قلب كل نصراوي محب للكيان، ورسم عشاقه أجمل اللوحات، فقبل المباراة تكدسوا في مدرجات الملعب ووقفوا حتى في الممرات في صورة ولا أجمل.

وبعد الخسارة اكتمل بهاء هذا الجمهور العظيم من خلال التصفيق للاعبين وتدشين حملات كبيرة للوقوف مع الفريق مستقبلا.

أما مواقع التواصل الاجتماعي فدشنت هاشتاقات ترمز للوقوف مع الفريق رغم الخسارة كان أجملها (بالكأس وبدونه مع النصر ولعيونه) معبرة عن مواصلة العشق مهما كانت الظروف.

أما ذلك العاشق المتيم بنصره فقد ذهب إلى إعلان اعتزال حب النصر والانتقال إلى عشقه وهو أعلى مراتب الحب لمن لا يعرف.

لن يلد التاريخ حبا وعشقا مثلما يفعله هذا الجمهور، فالفريق يبتعد عن البطولات وعشقه يزيد.. يخسر المباراة وتجد الجمهور يصفق.. يخيم الحزن فيزداد في قلوبه الفرح.

تعدوا مرحلة الفرضيات والنظريات وأصبحت لديهم قاعدة ثابتة نصها "راح أمشي معاك للآخر".

أعود للمباراة ففي عرف كرة القدم إذا وصلت المباراة للترجيح فالحظ هو من سيحسمها، وكانت بطولة النصر الحقيقية العناصر الشابة، غالب وفتيني وشراحيلي والعملاق العنزي، هذه الأسماء تؤكد ما ذهبت له في مقال سابق أن النصر لن يعود إلا متى ما أعطي شباب النادي فرصتهم والابتعاد عن الطيور المهاجرة. يبقى الأهم "الداهية كارينيو" الذي دخل قلوب النصراويين بعقله وقلبه إضافة إلى النضج الإداري الذي يعيشه رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي وتعلمه بشكل كبير من أخطاء الماضي.

أخيرا نقف دقيقة تأمل في دموع ذلك الطفل البريء الذي لم يكن حاضرا عصر النصر الذهبي ونقول له (دموعك يا "تركي" غالية ونصرك قادم لا محالة فثق أنك ستفرح هذا الموسم ببطولة وستتحول دموع الحزن إلى فرح بإذن الله).