حتى زوال شمس يوم عرفة وحجاج اللحظة الأخيرة لم يحسموا بعد أمرهم في العزم على الحج، يراودهم الحنين إلى المشاعر، لكنهم سرعان ما يحسمون الأمر، ويرتدون إحراماتهم، ويسابقون الشمس قبل غروبها متجهين إلى صعيد عرفات للوقوف بها ساعة، فالحج "عرفة".
"الوطن" التقت حجاجا افترشوا أمس، الطرقات المؤدية إلى عرفات، وآخرون تمركزوا قرب مداخل مشعر منى، بغية التسلل إلى المشاعر مع آخر لحظات الصعود إلى عرفات، التي تشهد ازدياد عدد الواقفين بها قبل ساعات من غروب الشمس، وغالبيتهم من سكان مكة المكرمة والمناطق المجاورة.
قائد نقاط الجوازات في مداخل مكة المكرمة العقيد خالد الحارثي أشار إلى أن منع الحجاج الذين لا يحملون تصاريح لأداء الحج يستمر حتى مساء يوم عرفة، مشيرا إلى أنه ليس هناك تساهل مع حجاج الساعات الأخيرة، حتى وإن كانوا يرتدون الإحرام.
وعن تأجيل قرار الحج، يقول حجاج مقيمون اعتادوا على التسلل إلى عرفة قبيل غروب شمسها إنهم اضطروا للمخالفة والحج كمفترشين من أجل تنفيذ وصايا تحملوها من آبائهم وأمهاتهم وبعض أقاربهم للحج عنهم بـ"التوكل".
وقال عبدالحميد نبوي إنه قام بأداء فريضة الحج ضمن حملة نظامية عند قدومه إلى المملكة قبل 6 سنوات، لكنه اضطر لتكرار الحج في كل عام من أجل تحقيق وصايا والده ووالدته قبل وفاتهما للحج عنهما، وكذلك بعض أقاربه الذين تمنعهم ظروفهم الصحية من الحج.
وأشار إلى أنه يتحين الفرصة في الساعات الأخيرة من يوم عرفة ويتخذ قراره بالحج متأخرا إذا تيسرت له الظروف، حيث يأتي من الطائف إلى عرفة مباشرة عبر طريق الكر ولا تستغرق الرحلة سوى ساعة واحدة، ودائما ما يتخذ قراره بالحج بعد الساعة 2 من ظهر يوم عرفة.
ولم يكن هذا حال الحجاج المقيمين فقط، فكثير من المواطنين الذين يحجون بطريقة مخالفة يؤجلون قرار الحج إلى الساعات الأخيرة من يوم عرفة، ويؤكد سلطان الزهراني أنه لا يتخذ قرار الحج إلى في آخر يوم عرفة؛ حيث لا يتحمس لأداء الحج إلا مع ساعات العد التنازلي ليوم عرفة، مشيرا إلى أنه يجد تسهيلات أحيانا لا تتوفر في بقية الأيام، وأنه في كل عام يعتزم عدم الحج لكنه في الساعات الأخيرة يغير رأيه ويدفعه الحنين للمشاعر المقدسة، ثم يلبس إحرامه مباشرة ويتوجه إلى عرفة ليقف بها أقل من ساعة قبل غروب الشمس، ثم يكمل نسكه.