كم من رأي يحترم وإن خالف آراءنا. لكن البعض يستفزك بالإصرار على أفكار ساذجة، إن أحسنا النية، وإن أساءها أحدهم، فأفكار مريبة، يؤدي أصحابها المشاهير خدمة، مدفوعة الثمن، لطرف ضد آخر، عبر الترويج لأفكار ظاهرها الحرص والتعاطف، بينما الخبث باطنها.

ولأنني، غالبا، لست ممن يسيئون الظن، فقد استفزني إصرار كاتب سياسي معروف على فكرة يرددها ويلطفها ويجملها لنا منذ أعوام! فحتى لا تنفرد إسرائيل بالسلاح النووي في المنطقة، فإنه يرى دعم إيران في امتلاك "قنبلة نووية"، متجاوزا إنكار الإيرانيين أنفسهم من أن يكون برنامجهم النووي عسكريا! لم ينته كاتبنا، بل يضيف أن نجاح استراتيجية امتلاك طهران للسلاح النووي، يجب أن يدفعنا إلى إعلان السعودية ومصر والإمارات عن برنامج نووي عسكري! ليصل إلى الفكرة "الأعظم": حين يتحقق كل ذلك وينتشر السلاح النووي في الشرق الأوسط، فإن أميركا والعالم كله، سيخلون المنطقة من أسلحة الدمار الشامل، وسنرتاح كعرب من سلاح إسرائيل وإيران!

وبحسب فهمي، فإن المحلل يريد أن ندعم إيران بمليارات الدولارات، لتمكينها - بعد إسرائيل حصان طروادة وربما قبل- من تهديدنا بسلاحها النووي، ولا يحق للإمارات، على سبيل المثال، التحدث ولو همسا عن جزرها المحتلة، ولا يحق للبحرين ولو شجبا التصدي للمندسين في شوارع المنامة من فيلق القدس...الأمثلة تطول! والمهم هو أنه وبعد أن ترتعد فرائصنا كعرب، فإن علينا أن ننتفض وننفق مليارات أكثر على سلاحنا النووي الذي سنوقف به تهديدات إيران! وصولا إلى مربط "الاستنزاف" بتبخر تلك المليارات في الهواء، وتجريد الدول العربية الثلاث إلى جانب إيران وإسرائيل من أسلحتها النووية!

ربما فات على المحلل أن يقترح دعم العرب لإسرائيل أيضا بالمليارات في صيانة برنامجها النووي!

أليست بعض الأفكار مستفزة؟ شخص هناك "سيئ النية" يقول: احذروا.