أكد نادي القصيم الأدبي مسؤوليته الكاملة – بوصفه مجلساً منتخباً ومفوضاً- عن القرارات التي اتخذها، حول الأحداث التي واكبت ملتقى "التحولات الثقافية في المملكة العربية السعودية" الذي نظمه النادي في الفترة من 16 – 17 / 11 - 1433 بمدينة بريدة. وقال في بيان أصدره أمس وبرر تأخره برغبته في تجنب ما سماه " تصعيد إعلامي" : إن الملتقى لم يكن يهدف إلى التكريم أو الاحتفاء ببعض الأسماء التي تناولتها الأوراق، وإنما كان يرمي إلى تقديم تحليل علمي لبحث أسباب التحولات التي مرت بها تلك الشخصيات، ثم مناقشتها.
وبحسب البيان هذا ينسجم مع المنهجية التي تسير عليها الأندية الأدبية الثقافية بوصفها محاضن علمية وثقافية تتبنى الفكر الناقد، وتحاول تقديم إجابات مقنعة عن الأسئلة الإشكالية. وتابع البيان: " إن أحداثاً حالت دون تحقيق هذا الهدف المعرفي المنشود بالشكل الكامل، الذي كان يصبو إليه النادي، وقد تمثل ذلك بالتوجيهات التي جاءت بحذف ورقتين من أوراق الملتقى (ورقتي منيف والقصيمي) وتغيّب وكيل وزارة الثقافة والإعلام للشؤون الثقافية عن حضور الملتقى، والتوجيه بسحْبِ محطةِ تلفزيون القصيم أجهزتها المعدة للتصوير والتوثيق، وأحدث ذلك حرجا للنادي؛ إذ قام باستعدادات وترتيبات وتنظيمات ودعوات لأعضاء شرفٍ وداعمين وضيوف ولمشاركين في هذا المحفل الثقافي الكبير. وكان النادي ينتظر من الجميع المساهمة بمزيد من النجاح والتقدير لهم. على الرغم من ذلك - سارت جلسات الملتقى، وأعقبه حوارات وتصريحات أخذت مسارات متنوعة بعضها مؤيد وبعضها معارض. ومع ترحيب النادي بكافة الحوارات المعتدلة التي نشأت حول الملتقى إلا أنه ينأى بنفسه عن المواقف الحادة التي ترفض أو توظف بعض محتويات الملتقى لتوجهاتها الخاصة؛ لأنّ هذا لا يخدم مبدأ الحوار الذي ظل خادم الحرمين الشريفين – يحفظه الله- يدعو إليه طيلة السنوات الماضية، ورعى في سبيله المؤتمرات واللقاءات وأسّسَ مراكز الحوار وملتقيات النقاش.
وبين النادي أنه " تأخر في إصدار هذا البيان تجنبًا للتصعيد الإعلامي، الذي قد يدفع للخروج عن نص الخلاف المنطقي المشروع إلى الخلاف السلبي الذي يقود للفرقة والنبز بالتصنيف والألقاب التي ننأى بوطننا ونادينا أن يكون مسرحاً لها. واليوم بعد أن هدأ النقاش حول الملتقى، أحببنا أن نوضح وجهة نظرنا محتملين كافة أصناف الأذى وتجاوز ما فات، مؤكدين مدى التزامنا الديني وانتمائنا الوطني، رافضين أي مزايدة على هذه المعاني الأساسية السامية، فنحن أبناء بارون بالدين والوطن في كل الأحوال وأحلك الظروف، مثمنين لجملة العلماء والمثقفين والمتابعين والزملاء جهودهم في الوقوف مع النادي ومساندة توجهه الوسطي العادل ".
وختم النادي بيانه بقوله: النادي يستحضر دوره الثقافي الذي يؤمن به ويدعو إليه، طالبا من جميع العلماء والمثقفين والأدباء والمهتمين والمتابعين وكافة الأطياف إلى التواصل مع النادي مباشرة والتفاعل معه باقتراحاتهم ورؤاهم لتطوير العمل الثقافي، وسيكون أعضاء مجلس الإدارة ممتنين لكافة الرؤى المطروحة، لأنها – سواء كانت مع أو ضد- إنما تدل على اهتمام بالشأن الثقافي الذي يراهن الجميع على أنه المدخل الصحيح للنهوض المتحضر، دون كَيْل التهم واستباق الأحداث والتنبؤ بالنوايا، فالنادي يفتح أبوابه لجميع الأطياف للحوار والنقاش والرد حول أي موضوع من موضوعاته الثقافية المطروحة سواء في الملتقيات أو الأنشطة الثقافية.