أكد أستاذ الأدب والمناهج الحديثة في جامعة الملك فيصل بالأحساء الدكتور عامر الحلواني أن أي قارئ للنص الأدبي أو الشعري لا يمكن له أن يفهمه فهما صحيحا إذا لم يكن بينه وبين النص علاقة تعاشق - حلول -، فالعشق مرحلة أساسية في عملية قراءة النص أو مخالطته، وتتأتى هذه العلاقة التعاشقية من إعادة القراءة وتكرارها، حتى يقف القارئ على مواطن الجمال في النص ومناطق الإثارة فيه.

وأوضح الدكتور عامر – خلال حديثه لـ"الوطن" - أن القارئ هذا المستوى من التفاعل مع النص تصبح علاقته به تقمصية، إذ يتقمص القارئ النص، ويتقمص النص القارئَ، وهنا تأتي العلاقة "الحلولية" فالاثنان يذوبان فيهما معا، وهذه المرحلة في قراءة النص وفهمه ضرورية، إذ لا بد للناقد أن يكون عاشقا للنص المقروء حتى يكون قادرا على فهمه ومقاربته.

ودعا حلواني إلى كتابة قصيدة التفعيلة بكثافة، لأن "العمودية أو الخليلية" تجاوزها العصر، والحال أن الحداثيين يقولون يجب تجاوز الاثنين معا إلى كتابة قصيدة النثر، مشيرا إلى أن الذائقة العربية المعاصرة لا تزال تستلذ القصيدة العمودية وتتفاعل معها، ولكننا اليوم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين، مطالبون بتطوير تجاربنا الشعرية وتحيينها وجعلها مواكبة لروح العصر، في مضامينها وفي أشكالها التعبيرية، ولكنني أعتقد أن قصيدة التفعيلة هي الأنسب اليوم للتعبير عن التجربة الشعرية الحداثية المعاصرة، وهمومها اليومية، وأشيائها الجزئية والكلية.

فالتحرر في مستوى المضامين لا بد أن يرافقه -في رأينا - تحرر في مستوى الشكل الفني، حتى لا تبقى القصيدة العربية عرجاء.

أما ما يسمى قصيدة النثر فلا يمثل - في رأينا شعرا -، لذلك تردد النقاد في تسمية هذا النوع من الكلام، فهناك من سماها بـ"النثيرة"، وهناك من عبر عنه بـ"الكلام المنثور"، لوعي هؤلاء بأن الشعر أساسه الإيقاع المسموع، و"النثرية" عاجزة عن ذلك.