لو حاولنا استعراض واقع المنتخبات السعودية في معظم الألعاب لوقفنا حائرين أمام النتائج المتواضعة التي تسجلها في غالبيتها... ونتساءل لماذا؟.
حتى على مستوى الدورات والبطولات الخليجية لم تكن النتائج كما يجب.. وها هي البطولة المدرسية العربية 18 التي تقام حالياً في لبنان لم تظهر المنتخبات السعودية باستثناء ألعاب القوى حتى صباح أمس وخسرت المنتخبات الجماعية مع منتخبات أقل منها إمكانيات بكثير جداً على الرغم من العناوين العريضة التي تناولتها بعض الصحف عن النتائج التي أطلقت عليها صفة التميز، وهذا مؤشر حقيقي وواضح على تواضع مستوى الفرق القاعدية في بطولة هي أصلاً متواضعة وأغلب المنتخبات العربية وخاصة شمال أفريقيا لا تشارك فيها بمنتخباتها الأولى، ومن لا يملك الفرق القاعدية وأهمها المدرسية فإن مستقبل رياضته لا يدعو إلى التفاؤل على الإطلاق. من جانبه خرج المنتخب الشاب من البطولة الخليجية بعدما ترك مصيره لنتائج الفرق الأخرى... وحدها الفروسية هي التي تسطر دائماً أروع النتائج ومع ذلك لا تأخذ حقها من الإعلام والإعلاميين.... فما الذي يجري للمنتخبات السعودية؟!.
يقيناً أن لاعباً كروياً يرغب في الانتقال من نادٍ لآخر يأخذ من اهتمام الجميع أكثر مما تأخذه كل المنتخبات المشاركة في الدورة المدرسية، وقد يكون معسكر الفريق الكروي لأحد الأندية في أي بلد كان أهم بكثير من مشاركة منتخبات أخرى في ألعاب أخرى في بطولات هامة إقليمية أو عربية أو دولية، وهذا الاهتمام ليس سيئاً ولكنه يكون كذلك عندما ينسى المعنيون في خضمه واجباتهم تجاه الألعاب الأخرى.
كم من لعبة تطورت وسجلت نتائج ملفتة ثم عادت لتعاني الأمرّين لعدم اهتمام الأندية والاتحادات بها؟!.
وكم من لعبة تفوقت فلم تجد من يساعدها على النهوض أكثر لأن الغالبية منشغلة في تأمين ملايين كرة القدم، ويا ليتها أفلحت!.
وها هي معظم الأندية الكبيرة تعسكر في دول أوروبية معروفة بتاريخها الكروي ومع ذلك يبدأ الدوري فلا يتناسب عطاء هذه الأندية مع ما أنفق عليها، بل نجد أن دلالها يزيد وأن لاعبيها يطالبون بأكثر مما يستحقون!.
ندرك جيداً أهمية كرة القدم في كل مكان، وندرك أنها تحظى بشعبية لم تحظ بها فعالية عالمية مهما كان نوعها ولكن يجب ألا ينسينا هذا الأمر أن الألعاب الأخرى بحاجة لاهتمام وخاصة الفئات العمرية الصغيرة لأنه دونها لن نصل إلى شيء حتى في كرة القدم، ولو تعاقدنا مع أهم نجوم العالم لأن الأساس ابن البلد... يا أهل البلد.