قلت في رأي سابق إن مباراة "ديربي" الرياض التي ستجمع النصر والهلال الليلة على نهائي كأس ولي العهد، أعادت إلى هذه البطولة جزءا كبيرا من أهميتها وقيمتها الفنية والكثير من الإثارة والجماهيرية التي تستحقها هذه المناسبة بعد أن كانت هذه العوامل تتمثل في الطرف الثابت خلال السنوات السابقة فريق الهلال. ولكن بتواجد النصر الغريم التقليدي، وهو يعيش مرحلة جيدة من الناحيتين الفنية والنفسية، وجهاً لوجه مع الهلال، فهذا يعني أننا على موعد مع الإثارة والندية اللتين أفتقدناهما للأسف في مواجهات الفريقين خلال السنوات القليلة الماضية. صحيح أن التوقعات قد تميل للفريق "الأصفر" على حساب "الأزرق" عطفاً على ما يمر فيه كل فريق من وضع فني ونفسي قبل مباراة اليوم، إلا أن هذه الأفضلية بالنسبة للنصر تظل على الورق، كما يتحدث المحللون والنقاد وأهل الاختصاص، فمنافس النصر اعتاد على أجواء المباريات النهائية، ويمتلك من الخبرة والتمرس ما يجعله يشكل خطراً على طموحات النصر في أي لحظة من المباراة. إذاً هي مواجهة من العيار الثقيل تستحق أن نفتح لها باب الاحتمالات على مصراعيه، ونكتفي بالفرجة على ما سيقدمه نجوم الفريقين فوق البساط الأخضر من جهد وتنافس شرس لأجل الذهب. وسننتظر كذلك تدخلات مدربي الفريقين في مباراة يصعب فيها التعويض وتكون الهفوة فيها مكلفة جداً. وكل ما أخشاه في مباراة الليلة أن تطول فترة الحذر من الجانبين، فالمبالغة في الحذر، والاكتفاء بمحاولة استغلال أخطاء الطرف الثاني، قد تعطل الكثير من الآمال بمتابعة قمة حقيقية في كرة القدم بطلاها فريقان عريقان تقع على عاتقهما مسؤولية الظهور المشرف في بطولة يشرفها ولي العهد ويتابعها ملايين المشاهدين من داخل وخارج المملكة.. فهل ستكون فعلا معركة من ذهب أم سيخيب الفريقان ظننا فيهما؟