حتى لا تتحول قصة رهام إلى مجرد "حدوتة" عاطفية ننسى معها مواضع القدم في الخطوة الإدارية القادمة، دعونا نستثمرها كي يكون (الزلزال) درسا لتجنب الاهتزاز القادم. دعونا نتكاشف بكل صراحة من أجل المصلحة العامة بلغة العقل لا بديباجة العاطفة.
سأختلف بدءا، وبزاوية حادة، مع الصديق الأثير علي مكي حين اختصر (العاطفة) في التقريع من هدية "الآيباد" لمعالي الوزير، ثم رأى فيه إهانة للطفلة والمنطقة والمواطن. هذه لغة عاطفية، لأن الوزير الذي يعلم أخي علي حجم ما كتبت عنه لم يقم إلا بما كان عليه بحكم المنصب، وأيضا بحكم الأبوة. لو لم يزر رهام لقذفناه بالتعالي والإهمال، وإذا زارها فككنا أوراق (الوردة) التي حملها إليها كزائر، رغم أن أحدا لم يقل إن (الوردة) تعويض عن المأساة. ولكن: مثلما نحاسب وننتقد طاقم الوزارة الأعلى ونعتبره أيضا شريكا في المسؤولية، تعال معي أخي علي، هذا المساء، إلى الطواقم بالمنطقة نفسها كي تكتشف أنها سبب الإهمال والتسويف وبذرة الفيروس.
أنت تعلم جيدا جدا مدى حبي لجازان ولأهلها، ولذا دعنا نتناقش حول العقل في أن معظم إداراتها تحتاج إلى (زلزال) ينفض هذه البكتيريا ويزلزل هذه الفيروسات. قصة الوزير مع رهام بدأت من سلسلة من الكسالى في المختبرات وبنك الدم. تعلم أخي الكريم أن الحب هو ما دفعني قبل شهر لتبني قصة أيتام جازان، وكنت أذهب إليهم قاطعا 600 كيلومتر في اليوم من أجل مقال، ثم تعلم أنني انتهيت مع هذه البكتيريا محاصرا أمنيا في الشوارع، ومتهما في خطاب رسمي للإمارة والوزارة بأنني (شخص مجهول) جاء (مشبوها) ليقتحم دار الأيتام، وبعدها كنت أمام الحقيقة الناصعة أن (بالمنطقة) شللية تداري أورام بعضها البعض وتتستر على فضائح بعضها للآخر.
خيوط قصة رهام تبرهن أن الزلزال الإداري يجب أن يبدأ من القاعدة: مريض مثبت بالفيروس يتبرع مرتين ويترك حرا طليقا رغم أنهم يعرفون تاريخه المرضي منذ المرة الأولى (قبل رهام).. تستروا على بعضهم البعض حتى وصل المسمار لنعش معالي الوزير.
أخي علي: بطانة البطانية السفلى تحتاج إلى نفض، وغبار الدور الأرضي يحتاج إلى زلزلة، ونحن ننتظر هذا منك لأنك ابن (ضمد)، وكما أعرفك شجاعا لا تخشى في الحق لومة لائم.