لا تعجب إذا أبدى اعتراضه وهو يقدم لك الشاي، على ما قرأه في مقال صالح الشيحي اليوم، أو اعترض على ما ناقشته منى الشاذلي في قناة دريم الليلة الفارطة، أو أبدى إعجابه بكاريكاتير مصطفى حسين قبل سنوات، لكن ستعجب فعلا حين ترى البوفيه الصغير مكتظا بالأطباء، أو العسكريين، أو حتى منسوبي التربية والتعليم، حين يدلفون إلى بوفيه "أبو هشام" يتبادلون معه أطراف الحديث، فيجدونه حاضر البديهة والمعلومة وقريبا من أفكارهم، وكأنه موسوعة ثفاقية متنقلة، يوفر لزبائنه متعة تبادل الأفكار والأحاديث في شتى المواضيع، مع ثقافة واسعة وسيل كبير من الخبرات والمعارف المتراكمة.

يستهل محمد عبدالفتاح – العامل المصري- يومه من الرابعة فجرا يعد أصناف المأكولات التي اعتاد مرتادو البوفيه على تناولها وطلبها، فيبدأ بقراءة الصحف واستطلاع الأخبار من هنا وهناك، ولا يلبث أن يشرع في مناقشتها مع زبائنه، الذين أصبحوا أصدقاءه، مبديا موافقته لبعض ما طرح، وأحيانا رفضه وامتعاضه الشديد حيال ما يتناوله بعض كتاب الزوايا في الصحف.

"أبو الهش" وهذه كنيته التي اتفق أصدقاؤه على مناداته بها لا يتوانى أبدا في متابعة أخبار زبائنه وأحوالهم ومجاملتهم في أفراحهم، ومواساتهم في أتراحهم، بل والإصلاح بينهم إذا ما اختلفوا أو تنازعوا.

يقول المواطن حسن الشوكاني: إنه سعيد بصداقة "أبو الهش"، وأنه على مدى سنوات لم يشعر أن العلاقة التي تربطه به علاقة مصلحة مادية في مكان هدفه الربح، مبينا أنه مر بظروف عصيبة ووجد أبا هشام حاضرا بالعون والمساعدة.

أما سعد عائض، فأشار إلى أنه يستمتع حين يبدأ أبو هشام في نقد دوري زين لكرة القدم، مضيفا أن لأبي هشام آراء في تشكيلة المنتخب، وبخاصة في المدرب ريكارد، حيث يرى أنه لن يقدم للكرة السعودية سوى الخسائر المتوالية بحسب رأيه. فيما أكد أبو هشام أنه في غاية السعادة بوجوده بين أصدقائه، وأنه علاوة على انهماكه في العمل، إلا أنه يعتز بما يقدمه من خدمات كتبرعه بالدم حال طلبه، أو المشاركة في نصح الطلاب الذين يتسربون من المدارس بأهمية محافظتهم على مستقبلهم، وتحقيق أحلام أولياء أمورهم فيهم.

وأضاف، أنه من خلال عمله منذ الصباح الباكر تمر عليه مواقف عديدة، منها ما هو إيجابي، ومنها ما هو سلبي، لكنه يتعامل معها بما تتطلبه وما يمليه عليه ضميره.