سقط 27 شخصا بينهم ضباط كبار، وعناصر من تنظيم "القاعدة" في هجوم شنه التنظيم في وقتٍ مبكرٍ من صباح أمس على أحد المعسكرات التابعة للجيش في منطقة شقرة بمحافظة أبين، جنوبي البلاد. وذكر مصدر عسكري أن نحو 17 جندياً و9 من عناصر تنظيم "القاعدة" قتلوا، وجرح عدد آخر من الطرفين في الهجوم المباغت الذي شنَّه أعضاء التنظيم الذين هاجموا المعسكر بسيارة ملغومة تحمل لوحات عسكرية، بعدما اقتحمت البوابة الرئيسة وانفجرت بعد دخولها بلحظات، حيث تبادل الجنود مع المهاجمين إطلاق النار فقتلوا عدداً منهم.
وقال المصدر إن إثنين من المهاجمين صدما سيارتهما الملغومة بالقاعدة العسكرية مما أسفر عن مقتلهما و 14 جندياً وإصابة 15 آخرين. وبعد لحظات هاجمت مجموعة من المتشدِّدين القاعدة من ناحية البحر وقتل 11 متشدِّداً آخر و 3 جنود في القتال. وأضاف "استخدم 8 من العناصر الإرهابية الانتحارية في عمليتهم الإجرامية التي استهدفت معسكر الجيش زياً عسكرياً للتمويه وسيارة مفخَّخة فجَّرها انتحاري قرب عنبر الجنود. كما اشتبك عدد من الجنود مع بقية الانتحاريين وقتلوهم". وتمكن أحد الانتحاريين من الصعود إلى مبنى الإشارة في مقر اللواء وقام بتفجير نفسه وسط مجموعة من الجنود مما أسفر عن مقتل ما لايقل عن 8 منهم وإصابة 16 آخرين. وتمكَّن أعضاء القاعدة من تجاوز عدد من نقاط التفتيش التي أقامها الجيش لأنهم كانوا يرتدون ملابس الجنود ويقودون سيارة تابعة للجيش كانوا قد استولوا عليها في العام 2011 أثناء سيطرتهم على عدة مدن في محافظة أبين. وأكدت وزارة الداخلية اليمنية أن خبراء في المتفجرات قاموا بتفكيك وإبطال الأحزمة الناسفة التي كان يرتديها الانتحاريون ولم تنفجر أثناء الاشتباكات.
وكان 9 من أعضاء التنظيم قد قتلوا أمس الأول في غارة جوية استهدفت "تجمعا لعناصر القاعدة في منطقة الرميلة شمال غرب جعار مما أدى الى مقتل القائد المحلي في تنظيم القاعدة في جعار نادر الشدادي ومقتل جميع من كانوا في المكان ومن بينهم 8 آخرين وصفوا بأنهم من أخطر العناصر الإرهابية، بحسب مصدر أمني طلب عدم الكشف عن اسمه.
على صعيدٍ آخر ذكرت مصادر مطَّلعة أن الرئيس عبد ربه منصور هادي يعتزم الطلب من كل من قائدي الحرس الجمهوري أحمد علي صالح نجل الرئيس السابق والفرقة الأولى مدرعات اللواء الركن علي محسن الأحمر إنهاء الترتيبات المتعلِّقة بخروج قواتهما من صنعاء عقب تصاعد المطالب الشعبية بإخراج معسكرات الجيش من العاصمة عقب الانفجارات المروعة لمخازن السلاح التابعة لقوات الفرقة الأولى مدرعات أول من أمس، وهو ما عزَّز المطالب بأهمية خروج معسكرات الجيش كشرطٍ لانطلاق الحوار الوطني، المقرر عقده في شهر نوفمبر المقبل.
إلى ذلك احتشد عشرات الآلاف في العاصمة للمطالبة بإعادة هيكلة الجيش والأمن في إطار جمعة "هيكلة الجيش والأمن قبل الحوار"، التي أقيمت في شارع الستين في صنعاء، وطالب المحتجون في تظاهرة أعقبت الصلاة بسرعة توحيد القوات النظامية وإقالة بقايا العائلة قبل أي حوار. واعتبروا أن هذا المطلب يمثِّل أولوية وطنية لتحقيق الاستقرار وتهيئة الأجواء للحوار.