أتفهم حرص البعض على توفير بيئة عمل آمنة للمرأة.. بل وأتفهم وأحيي رفض البعض الآخر لإقحام المرأة في أعمال غير لائقة بها، لكن دعونا نعترف أن هناك من يضيّق واسعاً، فيتحول الأمر لديه من حرص إلى سُلطة مطلقة، ووصاية متشددة، فيغلق بعض أبواب العمل المناسبة أمام المرأة، فلا هو الذي استطاع أن يوجد لها بيئة العمل المناسبة التي يتصورها في عقله، ولا هو الذي أمّن لها مصدراً للدخل يكفيها مذلة السؤال والتسول.. هو هنا يصنع مشكلة..

ما شأننا وهذه القضية الجدلية اليوم؟!

هناك فكرة قد تكون مناسبة.. ربما تكون قابلة للتطبيق.. من مميزاتها أنها ستحد من معاناة المرأة العاملة من جانب، وستوفر فرصة عمل ذهبية للمرأة العاطلة في منزلها من جانب آخر.. أضعها أمامكم لمناقشتها، وأمام وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين، لعله يدعمها، ويشرف عليها إن اقتنع هو الآخر بها.

الفكرة تنبثق من مشكلة تعاني منها عشرات الآلاف من المعلمات والممرضات والطبيبات في السعودية.. وأعني تحديداً من لديهن أطفال في سن الحضانة، في ظل عدم توفر عاملات منزليات، أو ارتفاع أسعار الاستقدام أو غير ذلك.. وزارة التربية ما تزال تلف وتدور في تعميم فكرة حضانات ملحقة بمدارسها، وحتى لو نفذت فكرة الوزارة فلن يستفيد منها سوى المعلمات!

الفكرة بوضوح تتمثل في إيجاد حاضنة سعودية، أو لنقل: "أسر حاضنة" ـ على غرار الأسر المنتجة ـ بحيث تتاح الفرصة للمرأة الراغبة في تخصيص جزء من منزلها كحضانة للأطفال لمدة محددة يومياً.. بحيث تستقبل الأطفال صباحاً ويستلمهم ذووهم بعد الظهر، أو العصر، بمقابل مادي لكل طفل.. ليس كل النساء لديهن مؤهلات.. وليست كل النساء قادرات على العمل خارج منازلهن.. ومثل هذه الفكرة تؤمن للمرأة العاطلة عملا شريفاً يحفظ كرامتها، ويؤمن لها دخلاً يكفيها ذل السؤال.. ومن المهم دعمها، وإخضاعها لمراقبة وزارة الشؤون الاجتماعية، ما رأيكم؟!