قال الباحث الأميركي في معهد دراسات الأمن القومي بواشنطن سكوت ماكونيل، إن أي نظرة موضوعية محايدة إلى سياسة الرئيس باراك أوباما تجاه سورية، توضح أن هناك أخطاء كبيرة ارتكبت. وأضاف ماكونيل في ندوة عقدها مجلس سياسة الشرق الأوسط بالعاصمة الأميركية، أن الرئيس "أضاع فرصة" لتغيير مسار الأمور في الشرق الأوسط على نحو كان يمكن أن يكفل تحقيق استقرار إقليمي في أحد أكثر المناطق حساسية بالإقليم، حين تأخر عن دعم الثوار السوريين. وشرح ماكونيل موقفه بقوله: "تداعت الأمور على نحو غير من الأسئلة التي كانت مطروحة. فبعد أن كانت الاسئلة هي أي نوع من الدعم أو أي مرحلة انتقالية يريدها المجتمع الدولي صار التساؤل هل سندعم المتطرفين الذين ينتمون إلى منظمات إرهابية".
وأضاف "ولكن لماذا تزايد عدد أولئك الجهاديين من الأصل؟. إن هذه الزيادة ترجع في المقام الأول إلى تردد إدارة الرئيس أوباما في المساعدة على حسم الموقف. لو كنا ساعدنا المعارضين على إنهاء نظام بشار الأسد لما كنا قد رأينا تحلل مؤسسات الدولة المركزية على نحو ما يحدث الآن، وخروج مناطق واسعة من سيطرتها، ومن ثم إتاحتها أمام المتطرفين من كل صوب للقيام بما يريدون القيام به".
وقال ماكونيل: إن تردد الإدارة أتاح أيضا لموسكو فرصة لتشديد موقفها. وأوضح "لو كنا بدأنا من موقف حازم لحاولت موسكو التوصل إلى صيغة توفيقية وسطية منذ وقت مبكر. ولكن تردد الإدارة أتاح الفرصة لموسكو لبناء موقف متشدد، وبلورته في دائرة غاب منها أي موقف أميركي متشدد". وأشار إلى أن فرصة إقامة منطقة عازلة في شمال سورية لم تضع تماما بعد. وقال: "إذا فاز أوباما أو فاز منافسه ميت رومني، فان ذلك لا يفترض بالضرورة أن مصالح الولايات المتحدة تتغير. لقد مر عامان من العواصف على منطقة لا يمكن وصف الأوضاع فيها بالتماسك في الظروف العادية. وفي مثل تلك العواصف يجب الانتقال بسرعة إلى مرحلة الاستقرار". وأضاف "لن يحدث استقرار في سورية مع وجود الرئيس بشار الأسد في الحكم. الشعب السوري لن يغفر بسهولة قتل 30 الف وتشريد أكثر من مليون سوري داخل البلاد ومئات الآلاف خارجها. وطالما بقي الاسد سيظل الوضع في سورية غير قابل للاستقرار. من هنا فإن على الإدارة المقبلة أن تضع صوب أعينها هدف تحقيق الاستقرار، أي وضع سياسة فعالة وقصيرة الأمد لرحيل الأسد أو ترحيله".