تمكن الرئيس باراك أوباما من وقف النزيف المتواصل في قاعدته الانتخابية بعد مناظرته الثانية مع منافسه الجمهوري ميت رومني ليلة أول من أمس، في نقاش شهد تبادلا مكثفا للاتهامات ومحاولات مستميتة من المرشحين لتسجيل نقاط كل على حساب الآخر.
بدأ أوباما المناظرة بخط هجومي واضح حيث اتهم رومني ثلاث مرات خلال الدقائق الـ6 الأولى بأنه يذكر " أمورا غير حقيقية". وكان أوباما يحاول عبر ذلك أن يزعزع الثقة في مصداقية ما يقوله خصمه، بيد أن رومني واجه هجوم أوباما بثبات وإن كان موقفه في المناظرة الثانية دفاعيا في المقام الأول.
ويعتقد أغلب المراقبين أن أوباما فاز بالمناظرة بالنقاط بفارق ضئيل على عكس ما حدث في المناظرة الأولى قبل أسبوعين. ويعتبر الديموقراطيون هذين الأسبوعين من أسوأ مراحل الحملة الانتخابية لمرشحهم إذ إنه فقد تفوقه الكبير على منافسه، بل أن رومني حقق تقدما ينذر باحتمال فوزه في الانتخابات التي تجري الشهر المقبل.
وعلى الرغم من تقدم أوباما في المناظرة الثانية فإن ذلك لم يحمل أيا من المراقبين الجادين للانتخابات الأميركية إلى توقع فوز الرئيس بفترة ثانية.
وقال باتريك لوتين أحد استراتيجيي حملة أوباما عقب انتهاء المناظرة "أعتقد أن رجلنا قد فاز. ولكنني كنت آمل في فوز بالضربة القاضية. أعتقد أن أمامنا مشوار صعب ولاسيما في الولايات التي لم تحسم موقفها. نحن قلقون على فلوريدا وكلورادو وفيرجينيا ونيوهامبشاير. وإن سئلت الليلة ماذا أعتقد أن الرئيس حقق من مناظرته، فإن بوسعي أن أقول إن أهم ما حققه هو الفوز بأوهايو إذ إنه خاطب عمال مصانع السيارات على نحو موفق".
غير أن رومني واصل تذكير المشاهدين الذين يعتقد طبقا لتقديرات أولية أن عددهم تجاوز 40 مليون أميركيا، بأن أوباما حصل على فرصته وأنه لم يحقق الوعود التي قطعها على نفسه في حملته الانتخابية الأولى، وأن أوضاع الأميركيين الآن أسوأ مما كانت عليه قبل أربع سنوات. وقال رومني "نحن جميعا نعرف في كل منازل الأميركيين أن الأسعار ارتفعت وأن جالون الوقود زاد على أربعة دولارات وأن عدد العاطلين لم يتغير إذا ما نسبناه إلى الزيادة فيمن يدخلون سوق العمل كل عام. إن المشكلة أن الرئيس لا يدري أن سياساته لا تعمل".
واتهم رومني أوباما بأنه عجز عن وصف الهجوم على القنصلية الأميركية في ليبيا بالهجوم الإرهابي. ورد أوباما بقوله إنه وصف الهجوم بالعمل الإرهابي في اليوم التالي للقيام به فاتهمه رومني بأنه لا يقول الحقيقة ولكن مقدمة المناظرة سندي كرولي قالت إن أوباما أدلى بالفعل بهذا التصريح في اليوم التالي للهجوم من حديقة البيت الأبيض. وتسبب ذلك في لحظة إحراج بالغ لرومني. وقال أوباما إن المسؤولية عن سلامة الدبلوماسيين في نهاية المطاف تقع على عاتقه.
ولا يمكن حتى الآن قياس تأثير المناظرة الثانية إلا أن السوابق التاريخية تفيد بأنها لن تكتسب أهميتها إلا بالمناظرة الثالثة فلو فاز رومني بالمناظرة الأخيرة فإن فرصة فوزه ترجح كثيرا وإن فاز بها أوباما فإن النتيجة ستكون عكس ذلك، إلا أن هناك محللين أميركيين يرون أن تلك المناظرات لا تؤثر في كثير أو قليل، وذلك على الرغم من القفزة الكبيرة التي حققها رومني عقب مناظرته الأولى مع أوباما.