التلوث على أي حال ليس مقصورا على ما نتنفسه كل يوم.. لكنني سأقتصره هذه المرة على ذلك.. إذ ما عاد الإنسان يجد متنفسا نقيا غير الصحراء.. حتى ممرات المشاة التي تم تخصيصها لرياضة المشي وسط المدن أصبحت محاطة بالسيارات والشاحنات من كل مكان.. فتحولت من ممرات مشاة إلى ممرات تعج بالتلوث والغازات السامة!
فإن نجوت من سيارة طائشة تدهسك وتصنع منك "شيش طاووق"، فلن تنجو حتما من عوادمها وسمومها، التي تُرى وتلك التي لا تُرى.. أحرص قدر استطاعتي أن أكون صديقا للبيئة.. وأجتهد في تحقيق اشتراطات ذلك.. ومن ذلك إنني أطرح عليكم موضوع التلوث بين حين وآخر.. أدرك أنه ليس هناك صداقة وثيقة للسعوديين أقوى من التلوث.. يرافقهم حيثما كانوا.. في الليل والنهار!
آخر ما قرأت "معلومة مهمة" تضمنها تقرير صحفي منشور هنا يعرض آخر الأبحاث حول التلوث، تقول إن العلماء اكتشفوا وجود مواد ملوثة تضعف خصوبة الرجال إلى جانب الأوزون، كـ"ثاني أكسيد النيتروجين وأول أكسيد الكربون و"المادة الجسيمية الدقيقة التي تؤثر بصورة سيئة في عمليات إنتاج الحيوانات المنوية.. وكما يقول أحد الأصدقاء "الموضوع ما ينسكت عليه"!
لدينا في المدن الكبرى تلوث كبير لا يُرى بالعين المجردة.. لا أحد يريد أن يفعل شيئا.. كلكم تذكرون حينما توقفت دورة العمل في طهران أواخر نوفمبر الماضي لمدة يومين كاملين، بسبب ارتفاع معدلات التلوث في طهران.. والأمر من وجهة نظري ليس الحد من التلوث حينها، بقدر ما هي رسالة عميقة أرادت الحكومة الإيرانية توجيهها لمواطنيها..
يجب أن تكون صديقا للبيئة.. يجب أن تبتعد عن مصادر التلوث قدر استطاعتك.. حتى لا تمرض.. حينها لن يزورك وزير الصحة ويقدم لك "آيباد".. غاية ما ستحصل عليه علبة حلويات رديئة من لجنة أصدقاء المرضى.. الأمراض درجات يا ذكي!