تقترب البنوك السعودية من تطوير الشبكة السعودية للمدفوعات المالية "سبان"، لمواجهة بطء تنفيذ العمليات والذي لحق بها هذا العام بسبب التوسع في العمليات البنكية، إذ كشف أمين عام لجنة الإعلام والتوعية المصرفية بالبنوك السعودية طلعت حافظ، لـ"الوطن"، أنه لم يتبق سوى أسابيع للانتهاء من تطوير الشبكة.

وقال حافظ إن مؤسسة النقد تبذل مساعي حثيثة مع المصارف المحلية لتوسيع الطاقة الاستيعابية لعمليات الصرف الآلي والخدمات التقنية، من خلال تحديث أنظمة الصرف وتزويدها بتدابير تقنية جديدة، في خطوة لمواجهة تزايد العمليات البنكية التقنية في البنوك وتسريع آلياتها، إضافة إلى مواجهة أعطال أجهزة الصراف الآلي وخروج بعضها عن الخدمة خصوصاً في أوقات الذروة.

وذكر حافظ لـ"الوطن"، أن عدد أجهزة الصرف الآلي تجاوز 12 ألف جهاز، وعدد بطاقات الصرف تجاوز الـ14 مليون بطاقة، مؤكداً أنه لم يحدث أعطال في العمليات البنكية، مستدركاً: "وهذا لا يسمى عطلا لكن هو ضغط غير طبيعي، وما يحدث الآن هو تطوير الشبكة السعودية للمدفوعات المالية "سبان" وهو يتم عن طريق إدارة التقنية البنكية في مؤسسة النقد السعودي، التي تعمل على قدم وساق، وقد يفصلنا عن هذا الموضوع أسابيع لتلافي بطء تنفيذ العمليات سواء عمليات السحب أو غيرها".

وعن آلية التطوير، قال حافظ إن التطوير يستهدف توسيع الطاقة الاستيعابية، وتشجيع التعاملات الإلكترونية وتعزيز قدرات البنوك لتجاوز الأعطال وقت الإجازات والأعياد والرواتب، مشيراً إلى أن عام 2011 شهد توسعا كبيرا في عمليات السحوبات المالية النقدية، حيث تجاوز عدد العمليات 1.25 مليار، بقيمة تريليون ريال، مضيفاً أن هذا الرقم ينمو بشكل متواتر.

وفي موضوع ذي صلة، أرجع مدير مركز التميز للدراسات المصرفية والتمويل الإسلامي بمعهد البحوث في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور صلاح الشلهوب، ارتفاع أرباح البنوك خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2012 إلى 21.99 مليار ريال، بزيادة نحو 12% عن نفس الفترة من العام الماضي، إلى أربعة عوامل، هي ارتفاع الدخل وأسعار البترول، واستمرار الإنفاق الحكومي على المشاريع التنموية، وتنوع خدمات البنوك، وارتفاع معدل نمو السكان.

وأوضح الشلهوب في حديثه لـ"الوطن"، أن زيادة الدخل وأسعار البترول التي انعكست على المشاريع التنموية، دفعت إلى زيادة عمليات الاقتراض من البنوك، إذ يلعب التوسع في الإنفاق الحكومي دورا، مضيفاً: من ضمن العوامل تنوع الخدمات والذي ساعدها في الحصول على عوائد وارتفاع معدل نمو السكان، مشيراً إلى أن توجه البنوك للخدمات الإلكترونية خفض من الاستهلاك.

وفي الوقت الذي توقع فيه الشلهوب أن تكون أرباح البنوك خلال الربع المقبل مع نهاية العام، بنفس الارتفاع، شدد على أهمية أن تزيد البنوك من أنشطتها وتواكب الإنفاق الحكومي وحجم المشاريع التنموية، مشيراً إلى وجود قصور في أداء البنوك فيما يتعلق بالخدمات الذاتية والخدمات الإلكترونية، مضيفاً: "بعض البنوك لها تطبيقات في الهواتف الذكية والبعض الآخر ليس لديه رؤية واضحة في مدى تقدمها في هذا المجال، وقد يكون لديهم خوف من الاختراقات وما شابه، لكن هذا الهاجس لا يمنع من توسع البنوك في خدماتها الإلكترونية".

يذكر أن البنوك السعودية المدرجة بالسوق المالي حققت خلال الـ9 أشهر الأولى من عام 2012 ارتفاعا في أرباحها المجمعة بنحو 12% إلى 21.99 مليار ريال، مقارنة بنحو 19.57 مليارا في الفترة نفسها من العام الماضي، ولا تشمل هذه الدراسة أرباح البنك الأهلي أو فروع البنوك الأجنبية العاملة بالمملكة.