عندما أعلن أحمد عيد، وخالد المعمر، برنامجيهما الانتخابيين، أطلقا عدة أهداف كان على رأسها دعم الحكام السعوديين، وإعادة الثقة إليهم، وفرض وجودهم في المواجهات الهامة والحساسة مثل المباريات النهائية.

أهداف جميلة نرى أن فيها وقفة صادقة مع قضاة الملاعب السعوديين، الذين أثبتوا نجاحهم داخل وخارج حدود الوطن، وقادوا كثيرا من اللقاءات الكبيرة بكل اقتدار إلى بر الأمان. وشاهدنا تحركا جيدا لتعزيز هذا التوجه عبر خطوة تكريم حكام نهائي "خليجي 21" في البحرين.

إلا أن الغضب العارم انفجر بعد إسناد الاتحاد السعودي مهمة قيادة نهائي مسابقة كأس ولي العهد لطاقم حكام أجنبي، وهو الأمر الذي يرى فيه مؤيدو الصافرة المحلية مخالفة لأحد أهداف الحملة الانتخابية، رغم البدء في تطبيق كثير من الأهداف الأخرى.

ولعل هذا الاختبار يجعل جميع قرارات اتحاد الكرة المنتخب تحت مجهر دقيق من البداية، لمتابعة نسبة تطابق المنجز مع ما هو معلن من أهداف، وتطلعات في البرنامج الانتخابي.

شخصيا أرى أن أحمد عيد متحمس جدا لتخطي التحدي في ظل إيمانه التام أن النجاح الحقيقي يتمثل في تجاوز المرحلة الانتقالية الصعبة، وتأكيده على أن معدن الشخص يظهر في مثل هذه المعتركات، مع إدراكه التام لمسألة عمله ضمن مجموعة متكاملة تسير في اتجاه واحد.

قد يلتمس البعض العذر لرئيس اتحاد الكرة، في تكليف طاقم تحكيم أجنبي بناء على طلب ناديي الهلال والنصر، اللذين فضلا "الأشقر أبو عيون زرق" على ابن الوطن، حتى وإن كان حضوره سيحرق قلوب العشاق في حال ارتكابه أخطاء مؤثرة.

ويأتي التماس العذر من باب تسيير ما تبقى من الموسم الرياضي بنجاح، وليس من باب الخضوع أو خشية جماهيرية الناديين وإعلامهما.

وبما أن الشيء بالشيء يذكر، لا أنسى أن أشيد بالأداء التحكيمي الجميل للمتألق جدا مرعي العواجي، الذي نجح بقوة في ضبط موقعة الاتحاد والأهلي أمام أكثر من 28 ألف مشجع، مما انعكس إيجابا حتى على الروح الرياضية بين لاعبي الفريقين طوال المواجهة.