في فيلمه الأخير "على جثتي"، لطش أحمد حلمي فكرتين وشخصيتين على عين كل تجار السينما.

فكرة الفيلم الأساسية نسخ "كربوني" من فيلم شهير أنتج عام 1990 اسمه "شبح" بطولة باتريك سوايزي وديمي مور ووبي جولدبيرج. حقق الفيلم حينها شهرة واسعة لأبطاله، أما "كاركتر" الشخصية الرئيسة فجاء مستوحى من شخصية المحقق "مونك"، صاحب المسلسل المعروف لفيكتور شلهوب حيث الشخصية الفوبيائية التي تريد كل شيء دقيقا ومرتبا ونظاميا، في فيلم شبح كما في فيلم حلمي يتحول البطل إلى طيف سيار يرقب الناس ويشاهدهم ويستمع لهم بينما لا أحد يحس بوجوده أو يشعر به و"اللطش" في السينما المصرية من السينما الأميركية كثير. أشهر الأمثلة فيلم "عصر القوة" المنقول وبرداءة عن فيلم "العراب". تخلى أحمد حلمي عن ميزته في الكوميديا من أجل الكوميديا، فحاول في فيلمه الأخير إيصال رسائل من قبيل الانتباه إلى الأشياء الصغيرة التي لا تستحق، وأننا كلنا في الأخير سنموت دون أن تنتهي مشاغلنا. قصة من هذا النوع لم تكن تستحق فيلما. كان ذلك هدرا على مختلف المستويات، رغم أن الموت أو الغياب كـ"ثيمة" حاضر وبقوة في أفكار حلمي وأعماله، لكن كانت ميزته التي لا يتقاسمها مع أحد روح الضحك الخالصة و"الأفيه" خفيف الظل.

إن نجاح "عسل أسود" الذي كان محاولة عزاء وطنية ربما شجعه على هذا الاتجاه الذي أفقده أهم سماته كفنان، وجعله في موقع مختلف عن أبناء جيله لأنه موهوب حقيقي وفهمه للكوميديا فطري وعميق لذا فإن إضاعة هذا الخيط كفيل بالقضاء عليه لأن الوعظ وإسداء النصائح في كل شيء وعن كل شيء مهمة سهلة جدا كثيرون يقومون بها لا تحتاج أن يفقد ممثل موهوب ملكته الأخاذة في دروبها الضيقة، لكن هي خيارات النجومية وشروط الرواج وقصص الميزانيات والمداخيل وزحمة الشباك التي قادته إلى حيث فيلمه الأخير الذي أظهره ثقيلا منهكا يحاول انتزاع الابتسامات بعد أن كان ينثرها.