أوضح عضو مجلس العلاقات الخارجية الأميركية شبلي تلحمي أن ثلاثة أسباب رئيسية تدفع صناع القرار الأميركي لعدم تسليح المعارضة السورية بالأسلحة الثقيلة تتمثل في افتقار الوضع في سورية إلى غطاء دولي شرعي من هيئة الأمم المتحدة، إضافة إلى غياب معارضة سورية موحدة، وأخيرا الأبعاد الاستراتيجية "الخطيرة" التي يمكن أن تحدث في حال تم التسليح.
ونفى تلحمي في حديث لـ"الوطن" على هامش ندوة في جدة أول من أمس، وجود مخاوف أميركية من وصول الإخوان المسلمين إلى سدة الحكم في مرحلة ما بعد الأسد، قائلا "ما يهم الأميركيين هو الاختيار الديموقراطي للشعب واستقرار البلاد".
ورفض التحليلات التي تقول بوجود صفقة أميركية روسية عبر سماحها لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بعقد صفقة عسكرية مع الروس، لشراء موقف موسكو في سورية. وقال إن الروس سيتخلون عن الأسد إذا تأكدوا أن نظامه أوشك على الانهيار".
من جهة أخرى أكد رئيس المجلس الاستشاري لوزارة الدفاع الأميركية "البنتاجون" جون آركيلا أن أية طموحات يمكن أن تكون لدى الرئيس السوري بشار الأسد بتحقيق انتصار على المعارضة المسلحة في بلاده هي "مجرد أوهام لا تساندها حقائق التاريخ ولا طبيعة ميزان القوى وطبيعة المعسكرين المتواجهين"، موضحا أن "ما نراه هو قوات حكومية تتألف من كتل كبيرة مدعومة بنحو 8 دبابات لكل وحدة متحركة، وليس من المناسب القول بأنها لا تؤثر، ولكنها مضطرة إلى قصف مساحة واسعة للنيل من عدد قليل للغاية من الثوار الذين يتحركون في مجموعات صغيرة تتألف عادة مما يتراوح بين 8 و10 مقاتلين وتتمتع بمرونة كبيرة في الحركة".
وقال آركيلا الذي يعمل أستاذا في كلية الحرب الأميركية واستراتيجيات العمليات الخاصة في القوات البحرية، خلال مداخلة قدمها في واشنطن أول من أمس إن "اضطرار القوات السورية لاستخدام المدفعية والدبابات في قصف مساحات واسعة ولاسيما في حرب المدن يعني أنها ستقتل عشرات المدنيين للنيل من معارض واحد مسلح، وسيؤدي ذلك إلى دعم المعارضة بسيل لا يتوقف من المعارضين المستعدين للقتال". وتابع "الرئيس الأسد وبالقياس على تجارب تاريخية سابقة يذكرني بالقط الذي يطارد ذيله، إنه لن يمسك به أبدا. ولكن المشكلة أن هذا الذيل يكتسب قوة متزايدة وقدرة على مطارد القط في مرحلة لاحقة".
وفسر المفكر العسكري الأميركي الذي يعد واحدا من أكثر الأصوات رصانة في بحث القضايا العسكرية توقعه بفشل النظام قائلا "أعتقد أنها قضية وقت بالتأكيد. أنا لا أعمل في مجال الحرب النفسية ولا علاقة لي بالضجيج الإعلامي، ولكن لو تسنى لي أن أرى الرئيس الأسد اليوم لقلت له أن يقبل بالصيغة الدبلوماسية التي تناقش الآن إقليميا للتوصل إلى انتقال سلمي للسلطة.
إن ما يمكنه الحصول عليه الآن لن يحصل عليه غدا". وقال آركيلا "المعارضون يحصلون الآن على عدد قليل من الصواريخ المضادة للطائرات. وفي اعتقادي الشخصي فإن هذا العدد سيتزايد بداية من مطلع الربيع المقبل ولدى الثوار الآن بعض الأسلحة المضادة للدبابات وأعتقد أيضا أن نوعية تلك الأسلحة وعددها سيشهد قفزة أيضا في الوقت نفسه تقريبا". وردا على سؤال حول احتمالات نشوب الحرب بين تركيا وسورية قال آركيلا "لا أعتقد أن تلك الخطوة ستكون مفيدة الآن. إنها خروج عن نص معلوم إلى نص مجهول. النص الحالي لمسار الأزمة يتجه في طريق واحد هو سقوط بشار الأسد. أما التعجل بإشعال حرب إقليمية فإنه يحمل معه سيناريوهات كثيرة. وليس هناك حكمة من تغيير مسار رابح إلى مسار يقبل كل الاحتمالات".