في الحكاية الشهيرة حينما سقط "كليب" من طعنة "جساس" طلب منه ماء، فرفض جساس أن يعطيه.. فالتفت نحو ابن عمه "عمرو" وقال له مستغيثا: "ياعمرو أغثني بشربة ماء"، فنزل عليه عمرو وأجهز عليه - "إهب يا وجهه"! - فأنشدت العرب تقول: "المستجير بعمرو عند كربته.. كالمستجير من الرمضاء بالنار"..!
ليس هناك أسوأ من أن تسد الطرق أمام وجهك فتلجأ لجمعية حقوق الإنسان في السعودية - الحكومية بالذات - ذلك لأنها ستستثمر قضيتك لصالحها واستعراض عضلاتها أمام الكاميرات دون أن تجد أي نتيجة.. ومنذ متى هنالك نتائج حقيقية لمثل هذه المؤسسات التي تهدر المال العام على التلميع الرديء؟!
قبل أيام نظرت هيئة التحقيق والادعاء العام - في إحدى المحافظات - قضية اعتداء شخص صاحب سوابق وخريج سجون ومدمن حشيش على طفلتيه - إحداهما لم تبلغ الثامنة من عمرها - فصول الرواية جدا محزنة - تخيلوا - في وقت حاجة الفتاة لوالدها، أمنها وأمانها في هذه الحياة، ملاذها عند نوائب الدهر، يكون هو سبب شقائها وعذابها - بحثت عن دور جمعيات حقوق الإنسان.. فهنا دورها الحقيقي.. فوجدته: "مزيدا من الشجب والاستنكار والنصائح الباردة" ولا أدري متى تتحرك هذه الجمعيات بفاعلية - سألتم: ما الذي حدث بعد ذلك؟ - تم القبض على والد الطفلتين، والتحقيق معه، ثم وجهت هيئة التحقيق والادعاء العام بإطلاق سراحه ليعود لمنزله مع ذات الطفلتين، وكأننا نمنحه فرصة أخرى لمواصلة تعذيب زهرتين بريئتين لا حول لهما ولا قوة!
هنا على افتراض وجود ثغرات في أنظمة "هيئة التحقيق والادعاء العام" يعود من خلالها المجرمون لساحة الجريمة مرة أخرى، لماذا لا توجد ذات الهيئة بالتعاون مع هيئة حقوق الإنسان آلية فاعلة لمعالجة الآثار التي قد تنتج عن قراراتها؟
سئمنا أخبار القتل والتعذيب مع سبق الإصرار والترصد.