يبحث الكثير من الناس عن طرق وأساليب علاجية بديلة للعقاقير الطبية التي لم تجد نفعا في بعض حالاتهم المرضية المختلفة، فتمتلئ المواقع الإلكترونية الخاصة بالطب الشعبي، أو طب الأعشاب وغيرها بالاستشارات الخاصة بذلك، ونفاجأ في كل يوم باكتشافات متعددة لأنواع مختلفة من العلاجات البديلة، ومن ضمنها انتشار ما يسمى بـ"العلاج بالضغط" وهو يعتمد على الضغط على مراكز معينة في الجسم تحفز المناعة والقدرة العلاجية لمقاومة مرض ما.
يقول المعالج بالطاقة الحيوية والطب البديل بالمجلس العربي للتدريب والتطوير بالدمام الدكتور أكرم إبراهيم رشيد: إن العلاج بالضغط هو فن علاجي قديم، وهو أحد فروع الطب البديل، والعلاج بالطاقة الحيوية، وتستخدم فيه الأصابع للضغط على نقاط رئيسة على سطح الجلد؛ لتنبيه القدرات العلاجية الذاتية الطبيعية للجسم، وحينما يتم الضغط على هذه النقاط، فإنها تحرر الإنسان من الشد العضلي، وتنشط الدورة الدموية، وتعزز قوة الجسم، وقدرته الحيوية على المساعدة في الشفاء.
وبين أن العلاج بالإبر الصينية، والعلاج بالضغط يستخدمان نفس النقاط، إلا أن العلاج بوخز الإبر يتعامل بالإبر بينما يستخدم العلاج بالضغط باليدين أو حتى القدمين برفق، ولكن بشيء من القوة والإحكام. وهناك كم هائل من البيانات العلمية التي تظهر سبب فعالية العلاج بوخز الإبر وكيفية ذلك، ولكن العلاج بالضغط هو الأقدم، وهو أكثر الطرق فعالية للعلاج الذاتي للأمراض المتعلقة بالتوتر باستخدام قوة وحساسية اليد البشرية، وعلى قمة مزايا اللمسة العلاجية للضغط أنها مأمونة للمصاب وللآخرين، ولا تحدث أي آثار جانبية كالعقاقير. والجهاز أو الأداة الوحيدة المستخدمة هنا هي اليدان فقط، ويمكن للأشخاص ممارسة العلاج بالضغط في أي مكان وزمان.
وعن الأمراض التي يمكن لأسلوب العلاج بالضغط أن يعالجها، لفت الدكتور رشيد إلى أن العلاج بالضغط يمكن أن يكون فعالا في المساعدة على تخفيف حالات الصداع وإجهاد العين والأمراض النفسية ومشكلات الجيوب الأنفية وألم العنق وأوجاع الظهر والالتهاب المفصلي والأوجاع العضلية والتوتر أو الشد الناتج عن الإجهاد أو الضغوط. كما أنه يخفف ألم قرحة المعدة، وتقلصات الطمث، وأوجاع أسفل الظهر، والإمساك، وعسر الهضم. ويمكن استخدام العلاج بالضغط لتخفيف القلق والمساعدة على النوم ليلا.
وأشار إلى أن هناك مزايا عظيمة لاستخدام العلاج بالضغط كطريق لتحقيق التوازن للجسم، والحفاظ على الصحة الجيدة، ملفتا إلى أن اللمسة العلاجية للعلاج بالضغط تقلل التوتر، وتنشط الدورة الدموية، وتمكن الجسم من الاسترخاء بعمق. وعن طريق تخفيف التوتر يعمل العلاج بالضغط على تقوية المقاومة للأمراض ويعزز الصحة والعافية. وفيما يتعلق بمنشأ هذا الأسلوب العلاجي، أكد الدكتور رشيد أن أصول العلاج بالضغط قديمة جدا منذ أن وجد الإنسان في نفسه ميلا غريزيا لأن يمسك بجبهته أو صدغيه كلما شعر بالصداع وكل منا لا بد وأنه استخدم في وقت ما يديه الاثنتين معا في الإمساك بمناطق متوترة أو مؤلمة في جسمه ومنذ أكثر من 5000 عام مضت اكتشف الصينيون أن الضغط على نقاط معينة على الجسم يخفف الألم حيثما وجد. كما أفاد الضغط أماكن أخرى من الجسم بعيدة عن مصدر الألم، وعن نقطة الضغط وشيئا فشيئا وجدوا مواضع أخرى لم تؤد إلى تخفيف الألم فحسب، وإنما أثرت أيضا على وظائف داخلية معينة.