"أشعُر بمعاناة أهلي فتكلمت بصوتهم.. لم أقصد أن أتحيز لأحد, ولم أقصد النقد لمجرد أن أسخر من أحد, أتمنى أن أرى منطقتي واجهة سياحية بخدمات متكاملة".. بالوعي السابق يرسخ صالح أبو عمره أهداف برنامجه "اليوتيوبي" الجنوبي الجميل "رَوَايا" الذي يبُث من خلاله رسائل ناقدة لأوجه القصور والخلل في منطقته وما أكثرها.

"رَوَايا" والذي يعني لغير الناطقين بالجنوبية "سوالف", اتخذ من خلاله فريق العمل لهجة محلية سلسة, دمج فيها مقدمه بامتياز مشاكل منطقته بسخرية محببة لتكون الحصيلة عشر دقائق كوميديا لذيذة, ينهيها متابعوه على أمل أن تكون ذات أثر إيجابي على واقعهم, يأملون بأن تتسارع خطى التغيير والتطوير في منطقتهم, ويطمحون لمشاهدة منجزات حقيقية غير تلك التي تظهر في "مسودة" المناقصات و"لافتات" المشاريع المعطلة, يسألون الله ألا يغيبوا عن منطقتهم، ثم يعودون لترديد مثلهم الشعبي "أصبحنا حيث أمسينا" حين يكتشفون أن لا شيء تغير!

"روايا" الذي وصل لحلقته الرابعة فقط هو "مؤهل" لأن يحتفل برقم قياسي من الحلقات إن كان جادا في الإحاطة بكل مكامن النقص والتقصير, "مرشح" لأن يصبح ذا حلقات يومية لو طور أدواته وتمدد بمراسليه لكافة محافظات المنطقة, و"متوقع" لأن يصبح صندوق الشكاوى الحقيقي الجديد للشباب هناك، بعد أن ضرب الصدأ كثيرا من صناديق الشكاوى الرسمية!

لحد اللحظة فإن "رَوَايا" جميل حقا, وسيكون أجمل في تقديري حين يكمل إسقاطاته الساخرة أيضا على السلوكيات الخاطئة التي تنتج عن بعض أفراد المجتمع، والتي أراها السبب الأصغر لمبارحة المكان حين يكون الفساد هو السبب الأكبر!

شكرا لـ"روايا" ولفريق عمله "صالح أبو عمره", و"عبدالرحمن قطومة" و"علي ثابت" و"خليل العاصمي" و"راشد الشهري", شكرا لمخرجه "محمد الراوي" حين أجادوا عرض مشاكل منطقتهم "لمن يهمه الأمر"!