حملت الدكتور فريدة محمد الفارسي على الوضع الذي يعيشه المسلمون اليوم بأشد العبارات، وقالت في ثاني ندوات الصالون النسائي في نادي جدة الأدبي مساء أول أمس "نحن في حالة دوار اجتماعي ونفسي، حركتنا بطيئة والعالم من حولنا يسير بسرعة الضوء، ألواننا باهتة في خصوصيتها، كالمنبت بين الهوية والعولمة فلم نحافظ على الأولى ولم نلحق بالثانية، ومعظم قضايانا عالقة لا تعرف الحسم، فما كنا نناقشه منذ عقود لا يزال يناقش حتى اليوم، ووعينا تائه بين الحاضر والمستقبل، وعبء التاريخ يغطي على عبقه، وتنمية مواردنا جزرها أكبر من مدها، ولذلك أقمنا سدا منيعا في مواجهة عناصر التغيير والتصحيح والإضافة والتجديد، فأخفقت المبادرات وأهملت الطاقات بل أهمل التفكير في مجتمعنا، جعلت كثيرا من أصحاب الفكر يتخلون عن آرائهم ويضعون أنفسهم في خدمة الأفكار المتوارثة المسيطرة على الأمة تحت إغراء المطامع المادية، أو وحشية التعرض للسخرية أو النبذ أو سوء الفهم.
وضربت الفارسي مثالا على النزعة اللاعقلانية التي اتسمت بها بعض الردود الشعبية على الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم.