يبدو أن تركيبتنا الاجتماعية انعكست بشكل مباشر على حضورنا في شبكات التواصل الاجتماعي، فمن كان صوته عاليا من قبل، ما زال يحتفظ بهذه الميزة، ويستطيع الوصول إلى الناس بسهولة، أما الفقراء والمهمشون، فلم يغير هذا الحراك الاجتماعي من أحوالهم، هذا إن قدر لهم الدخول والمشاركة في الشبكات.
في مجتمعات أخرى ـ تعيش قدرا من المساواة وتعنى قليلا بالإنسانية ـ يجد الفقراء مكانا لهم في هذه الشبكات، وقد أكدت إحدى الدراسات التي تناولت وضع الشبكات الاجتماعية في أميركا، أن 75% من المشردين "الهومليس" يوجدون في الشبكات الاجتماعية، ويشاركون بفاعلية، ويؤثرون في صنع القرار.
وقالت الدراسة، إن معظم هؤلاء المشردين هم من فئة الشباب، ويستخدمون هواتفهم المحمولة، وعادة ما يبحثون عن نقاط خدمة "واي فاي" المجانية، ليتمكنوا من الدخول إلى حساباتهم على "فيسبوك وتويتر وتمبلر ولنكد ان وانستقرام" وغيرها.
لم تأخذهم مأساة العيش بلا مأوى من الاستمتاع بالحياة، والمشاركة في الحياة الافتراضية والتعرف على الأصدقاء، وربما البحث عن فرص وظيفية، أو حياة جديدة قد يكون الحساب هو الطريق إليها، وهذا الأجمل في الشبكات، تحتوي الجميع بالمجان، وقد تجعل الملياردير صديقا للمشرد.
من الدراسات الأخرى، دراسة تشير إلى وصول نسبة كبيرة من الشباب في أميركا إلى درجة الملل من الوجود على الشبكات الاجتماعية، وهو ما يجعلهم يطالبون بالبدائل، وهناك من ينصح شركات سوق الشبكات بالعمل ـ وبشكل جدي ـ على ابتكار الجديد وتجديد الأفكار؛ حتى لا يفقد السوق مستهلكيه، وهم الشباب في المقام الأول.
مقالات أخرى تذهب الى أن الباحثين والأكاديميين تفاجؤوا بالخبرة العميقة التي يحملها الشباب – من سن 18 الى 24 – في الشبكات الاجتماعية، ومعرفتهم بتفاصيلها، وهو ما يرفع المطالبة باستغلال هذه الخبرة كمصادر للمعلومات والتعليم، وطبعا هذا لا ينحصر على أميركا البلد الصانعة للشبكات، وإنما في كل العالم، فعليكم بالشباب أيها القائمون على قطاع التقنية والمعلوماتية، فهم كالذخيرة الحية، تعلموا الصنعة دون معلم، أما الفقراء فلهم الله.