تجذب البرامج التدريبية في التصوير السينمائي والإخراج هواة إنتاج الأفلام القصيرة من الشباب السعودي الشغوفين بصناعة السينما والدراما والإعلام الرقمي. وتتوفر حالياً في المملكة العديد من الورش التدريبية المتخصصة التي لا تتطلب إلا أدوات فنية بسيطة لكي يتمكن الشباب من نشر إنتاجهم وأفكارهم. ومن خلال هذه الورش نجد العديد من المبدعين الذين دخلوا مرحلة جديدة في تنمية هواياتهم من خلال الاحتكاك مع المتخصصين وأصحاب الخبرة في هذا المجال والخضوع لبرامج تدريبية متخصصة.
وفي هذا الإطار، وجد 14 شابا سعوديا من المهتمين بالأفلام القصيرة والنشر السينمائي على "يوتيوب" فرصتهم لتنمية مهاراتهم في مجال التصوير السينمائي والإخراج في أول برنامج ينفذه شاب سعودي هاو للتصوير السينمائي والإخراج. وقال الشاب محمد المطيري منفذ البرنامج، وهو عضو أصدقاء الجمعية الأميركية للسينمائيين، ومؤسس أول قناة عربية على "يوتيوب" لتعليم صناعة الأفلام، ومدرب في صناعة الأفلام، إن البرنامج يعنى بالتصوير السينمائي، مشيرا إلى أن التصوير السينمائي يختلف عن التصوير التلفزيوني من حيث العمل ومن حيث أدوات التصوير.
وأشار المطيري في حديث إلى "الوطن" إلى أنه يمكن الاستفادة من ثورة صناعة الأفلام القصيرة التي انتشرت منذ سنوات في الخارج ثم انتقلت إلى المملكة وتفاعل عدد كبير من الشباب معها، وذلك لسهولة الحصول على أدواتها، وسهولة النشر عبر الوسائط التي أصبحت متاحة، لنشر الأفكار عن طريق الإعلام الجديد.
وبين أن دخول الشباب لهذا المجال يمثل إيجاد طاقة مضادة للأشياء السلبية، وإقبال كبير من الشباب من الجنسين على تنمية مهاراتهم في التصوير التلفزيوني والسينمائي والإخراج، وذلك في ظل عدم وجود مدارس في التصوير السينمائي.
وقال المطيري إن تنمية مهارات الشباب في هذا المجال غائبة، موضحاً أنه يرى أن من يمتلك الكاميرا يعتبر إنسانا منتجا، ولذلك يحرص على إقامة دورات للشباب، أما بالنسبة للفتيات فيتم إقامة مثل هذه الدورات عن طريق جهات رسمية تتولى عملية التنظيم.
وبين أن رسوم مثل هذه الدورات في متناول أيدي الشباب، مشيراً إلى أن الوسائط المتعددة مكلفة جدا ولكن في المقابل فإن ربحها عال جدا، ولذلك فإنه يشجع الشباب على الاستثمار في الوسائط المتعددة، ويشجعهم على العمل بالبرامج الأصلية.
وعن دخوله في هذا المجال، قال كنت أهوى التصوير منذ الصغر، وفي المرحلة المتوسطة شجعني شقيقي على تصوير أفلام منزلية، وبعدها بدأت أهتم بالصور المتحركة، ثم عملت في إنتاج الرسوم المتحركة عن طريق برنامج الفلاش. وأشار إلى أنه مع دخول الكاميرات الرقمية التي اختصرت المسافات، فإنه تعمق كثيرا وأنتج فيلما عنوانه "ملحها طيب"، وشارك من خلاله في مسابقة في مهرجان "الفيلم السعودي" في قناة روتانا، كما شارك به في مسابقة "الشاشة لك".
وعن البرنامج الذي شارك في تنفيذه لتدريب الشباب، قال منسق البرنامج رائد مضحي إن البرنامج يقام ويتم تنفيذه للمرة الأولى في الطائف، ويقدمه مخرج تلفزيوني له أفلام قصيرة نشرت عبر عدد من الفضائيات، ويتناول البرنامج التدريب على تقنيات الأفلام القصيرة للمهتمين بالإنتاج على "يوتيوب" والأفلام القصيرة.
وبين مضحي أن البرنامج يتضمن الإخراج التصويري وفقا لعدة محاور منها: تبني القصص والأفكار وتحويلها وكتابتها كأفلام، القوانين التصويرية والسينمائية، ضبط الكاميرات وإعدادها وتوزيع الإضاءات، ورش التصوير وتصوير اللقاءات والمشاهد، الصوتيات، قوانين وأسس النشر الذكي وصناعة الأفلام.
وبين أن البرنامج حظي بإقبال كبير من الشباب من الهواة الذين يعتبرون الأفلام السينمائية وسيلة سريعة لترويج الفكرة التي يريدون الحديث عنها أو طرحها للنقاش بين أوساط المجتمع.
وقال الشباب حزام الشهراني أحد منتجي أفلام "يوتيوب" إنه حرص على الالتحاق بالبرنامج لتنمية مهاراته، مشيرا إلى أنه أحد العاملين بفريق عمل "حار بارد" الذي نشر على "يوتيوب" مؤخراً، ولديه توجه نحو نشر الأفلام القصيرة، وهو يمتلك الأساسيات ويجد في البرنامج فرصة لتطوير مهاراته وصقل إمكانياته وإكسابه المزيد من المعرفة في المجال الفني والتقني. مشيراً إلى أن الأفلام القصيرة تحظى بمتابعة كبيرة، مستشهدا بفيلم "وقفة" الذي بلغ عدد متابعيه خلال أسبوع واحد مليونين و300 ألف مشاهد.
وأشاد الشاب رائد المالكي وزميلاه سفر الشلوي وأسدالله الكريمي بما حققوه من فوائد ومعارف واكتساب للخبرة من خلال انخراطهم في البرنامج التدريبي، خاصة في مجال التصوير السينمائي والإخراج.