صعد الثوار من هجماتهم على نقاط استراتيجية للقوات النظامية في محافظتي إدلب وحلب، غداة وقوع أكبر حصيلة من القتلى في صفوف قوات بشار الأسد منذ بدء الأزمة. وقتل 14 عنصرا من القوات النظامية أمس في هجوم لمقاتلي المعارضة على حاجز في قرية خربا قرب بلدة معربة في محافظة درعا. وكان 92 جنديا نظاميا قتلوا أول من أمس في هجمات لاسيما في إدلب حيث قتل 39 عسكريا، في حصيلة هي الأكبر تتكبدها القوات النظامية في يوم واحد. وأبلغت مصادر طبية أن ما يقارب عشرة آلاف عنصر من القوات النظامية قتلوا وجرح عدد مماثل منذ منتصف مارس 2011، مع ارتفاع المعدل اليومي لقتلى القوات النظامية إلى 20.
وتستمر المعارك الضارية في محيط مدينة معرة النعمان في إدلب التي سيطر عليها الثوار قبل أيام ويحاولون مد سيطرتهم على كل المنطقة وطريق الإمداد إلى مدينة حلب.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن القوات النظامية لجأت إلى الطيران الحربي في استهداف مبنيين في معرة النعمان، تزامنا مع محاولتها استعادة هذه المدينة الاستراتيجية التي تمر بها حكما كل تعزيزات القوات النظامية المتجهة إلى حلب. كما تدور اشتباكات عنيفة "بين القوات النظامية والثوار في محيط معسكر وادي الضيف الذي يحاصره المعارضون منذ ثلاثة أيام". وتم اعتراض اتصال لاسلكي سمع فيه قائد المعسكر وهو يوجه نداء استغاثة ويقول، بحسب المرصد الذي حصل على تسجيل للاتصال، "إن لم تقم الطائرات بتنظيف محيط المعسكر، سوف أسلم بنهاية النهار". وأفاد المرصد عن قصف عنيف بالطيران الحربي لمحيط المعسكر أمس. ويعد وادي الضيف الذي يبعد خمسة كيلومترات عن معرة النعمان، أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة.
كما شن الثوار هجوما على كتيبة للدفاع الجوي في قرية الطعانة على طريق حلب الرقة وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي أن المقاتلين سيطروا على جزء من الكتيبة. وفي حلب كبرى مدن الشمال، أفاد المرصد عن تعرض أحياء الحيدرية والسكري والفردوس لقصف من القوات النظامية، بعد اشتباكات ليلية على أطراف أحياء الصاخور وسليمان الحلبي والشيخ خضر. وأدت أعمال العنف أمس إلى مقتل وإصابة العشرات. ومع مرور ستة أشهر على إعلان المبعوث الأممي والعربي السابق كوفي عنان وقفا لإطلاق النار في 12 إبريل لم يجد سبيله إلى التنفيذ، بلغ عدد القتلى في سورية 21 ألفا و791 شخصا، بحسب المرصد. وأوضح عبدالرحمن أن "المعدل اليومي للقتلى في أكتوبر بلغ 189 شخصا"، بعدما سجل في أغسطس الماضي أعلى مستوى له مع 180 قتيلا يوميا.