مثلما أن الصندوق الأسود في أي طائرة، يحتوي على أسرار تلك الطائرة، من ألفها إلى يائها، إن طارت، وإن هبطت، وإن تحطّمت، وإن "تنيّلت" بـ60 نيلة، ما زال صندوق الطالب الجامعي، في جامعاتنا الكريمة، مغلقا على أسراره، حتى كتابة هذا المقال.

تأتي فكرة صندوق الطالب الجامعي، كما أظن، بأن يتم اقتطاع نسبة من مكافأة الطالب السعودي في أي جامعة، وفي أيّ كليّة كانت، بنسبة لا تزيد على 10 ريالات في كل 1000 ريال، التي هي قيمة المكافأة الشهرية، على أن تتم الاستفادة من هذا الاستقطاع الذي يبدو بسيطاً، في كل مشروع يدعم الطالب ويخدمه في جامعته.

الرقم لا يبدو كبيراً، من الوهلة الأولى، وربما لا أحد ينظر إلى الـ10 ريالات المُستقطعة هذه، أو يشعر بها، حتى الطالب نفسه، غير أنه بالقياس البسيط، والحسبة البسيطة، لعشرة ريالات، تُستقطع من آلاف الطلاب في الكلية الواحدة، وعشرات الآلاف في الجامعة الواحدة، في عشرات الجامعات السعودية، تضعنا أمام رقم مهول.

هذا الرقم الكبير، لا يعرف أي طالب جامعي أين يذهب بالضبط، وكيف يُصرف، وفيما يُصرف، وعلى من يُصرف، رغم أنه يُستقطع من حقه الخاص، ومن حسابه.

من يقول إن تلك المبالغ الضخمة جداً، تُصرف في خدمة الطالب وتلبية احتياجاته، من تطوير في المباني والخدمات داخل الجامعة، مخطئ، لأننا نعرف جامعاتنا ونعرف سلحفائية التغيير والتطوير فيها، على مستوى المباني والخدمات، فهي لا تتغيّر طيلة عقود زمنية.

على وزارة التعليم العالي، أن تجيبنا على سؤال: أين تذهب تلك الأموال؟ وهو سؤال بسيط ، بساطة الـ10 ريالات.

نريد الصندوق الأسود، لهذه الطائرة الغامضة.