دعا الباحث الإستراتيجي الأميركي البارز أنتوني كوردسمان، في سابقة لافتة للنظر إلى تقديم صواريخ ستينجر المحمولة على الكتف والمضادة للطائرات إلى الثوار السوريين. وقال كوردسمان الذي يشغل موقع الباحث الرئيس في معهد الدراسات الإستراتيجية والدولية بواشنطن أول من أمس، انه ليس بوسع الولايات المتحدة أن تقف على الخط الجانبي مع تصاعد الأخطار التي تقود إليها الأزمة السورية إقليميا ودوليا، كما أنها لا ترغب في المقابل في ان تتدخل بصورة كبيرة، لأن أي تدخل إما أن يكون كبيرا للغاية أو أن يكون مقدمة لتفاعلات إقليمية سلبية.
وأضاف "هناك حلا تكنولوجيا لهذا التحدي المتمثل في الخيارين المختلفين وهو تزويد الثوار السوريين بأسلحة ذكية يمكن أن تصبح معادلا عسكريا للقوة الكبيرة نسبيا للقوات الحكومية". وأكد كوردسمان، أنه يدعم الدعوات التي صدرت عن بعض الدول العربية بتقديم أسلحة صغيرة نسبيا ولكن متفوقة تكنولوجيا إلى المعارضة. وتابع "سيظل التفوق على الرغم من ذلك لقوات الديكتاتور بشار الأسد إلا أن تلك القوات ستواجه صعوبات عسكرية جمة في مواجهة الأسلحة الجديدة التي يحصل عليها المعارضون على نحو يكفل تعديل موازين القوى على الأرض". ودعا إلى التخلي عن دعوات "جر الولايات المتحدة إلى فرض منطقة حظر طيران في شمال سورية"، قائلا: إن بوسع المعارضة نفسها أن تفعل ذلك دون تدخل أميركي. وأضاف "أن الثورة الشعبية في سورية يمكنها عندئذ أن تكبد النظام خسائر كبيرة، دون أن تتكبد هي أو المدنيين نفس الخسائر التي نراها الآن. إنها ستتمكن من إقامة منطقتها الخاصة التي لا تستطيع طائرات النظام أن تحلق فيها كما أنها ستمنع مركبات النظام العسكرية من التقدم إلى تلك المنطقة العازلة".
وألمح كوردسمان، بوضوح إلى أنه لم يعد بالإمكان القبول بسياسة الانتظار لفترة أطول بسبب التداعيات الخطيرة للأزمة. وقال: "في بعض الحالات يكون التهديد بإمداد الثوار بمثل تلك الأسلحة وحده كافيا لإرغام أنظمة شمولية مثل نظام الأسد على التنازل وإبداء مرونة سياسية كبيرة، أو الرحيل بعد أن ترى أنه ليس بوسعها أن تفوز بحرب استنزاف طويلة الأمد". ويرى كوردسمان، أن إمداد الثوار بهذا النوع من الأسلحة يمكن أن يكون ورقة للتفاوض بقدر ما يمكن لتلك الأسلحة أن تكون وسيلة للقتال. ويمكن لتلك الخطوة أن تنهي الأزمة قبل أن تستفحل إلى صراع طائفي أو تتدهور إلى موقف شبيه بما حدث في العراق".