رأى الدكتور موفق رياض مقدادي في كتاب له أن قصص الأطفال ليس الهدف منها هو التسلية فقط لكنها تسعى إلى توسيع خيالهم وإخراج طاقاتهم.

وقال مقدادي "ليس الهدف من القصة الموجهة للأطفال التسلية فحسب بل تسعى لتوسيع خيالهم وأن تكون متنفسا لطاقاتهم وعن طريقها تتفتح عقولهم وانفعالاتهم المبكرة كالفرح والحزن والخوف والقلق إلى جانب تزويدهم بالمعلومات المعرفية والعلمية".

مقدادي كان يتحدث عن دراسة عرضها في كتابه "البنى الحكائية في أدب الأطفال العربي الحديث" الذي صدر عن (عالم المعرفة) سلسلة الكتب التي يصدرها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الكويت. وقد ورد الكتاب في 223 صفحة متوسطة القطع.

وقال المؤلف إن الدراسة توصلت إلى نتائج منها أن أدب الأطفال من الفنون الأدبية الحديثة في الأدب العالمي حيث ظهر في أوروبا خاصة في فرنسا في القرن السابع عشر الميلادي. أما في العالم العربي فقد تأخر ظهوره إلى أواخر القرن 19 "عندما بدأت إرهاصات مصحوبة بالتأثير الثقافي الوافد من الغرب" فكان أول من قدم كتابا مترجما للأطفال هو رفاعة الطهطاوي (1801-1873) فترجم "حكايات للأطفال وعقلة الأصبع" وأدخل قراءة القصص في المنهاج المدرسية".

ورأى المؤلف أنه من الضروري أن تتفق اللغة التي يكتب بها للأطفال مع قاموسهم اللغوي "وهذا ما عمل على مراعاته بعض الكتاب ولكن بعضهم اتجه نحو الغموض والتعقيد من حيث تحميل القصص مضامين ذات مستويات عالية وبأساليب رمزية لا تتناسب مع مستواهم اللغوي".

وفي مجال الحديث عن الراوي استخلص موفق رياض مقدادي أن أهمية الراوي تكمن "في أنه يسيطر على ما سيروي أو كيفية روايته وحيث لا تعود مجموعة الأحداث التي وقعت هي الأهم في العمل السردي بل كيفية الرواية.

واختتم الكاتب بقوله: "يقدم أدباء الأطفال العرب مادة حكايتهم عن طريق مجموعة من الصيغ وهي السرد، حيث ركزوا على السرد اللاحق للحدث. وفيما يتعلق بالترتيب الزمني فقد استخدم الكتاب صيغتي الاسترجاع والاستباق وكان الاستباق أقل ترددا من الاسترجاع لأن الاستباق يحل محل التشويق. وقد ابتعد كتاب القصة العربية في أدب الأطفال عن تواتر الإقحامات للاستباق والاسترجاع وتشابكهما لأنهما يشوشان الأمور عند القارئ بشكل عام، فكيف الأطفال؟".