يقال "بثر" وهي من "البثور" وتعني في الاصطلاح الكيس الدهني الصغير الذي يظهر في الوجه، و يقال "بثر في اللهجة الشعبية السعودية" وتعني كما عرفها "ابن الأوراس" في موقع إجابات جوجل بأنه: "الشخص الي يغثك وينشب لك وتلقاه بكل مكان، ويصير ثرثار ما يسكت أبد، وإذا ركب معك ما ينزل إلا إذا جاه النوم".

هذا الكلمة التي غالبا ما تستخدم كثيرا بين السعوديين أصبحت اليوم سمة واضحة على الكثير من مرتادي الفضاء الإلكتروني، ممن لا يفهمون بأن الحديث (الكيبوردي) هو انعكاس حقيقي لشخصياتهم القلقة، وأن الاختباء خلف الأسماء المستعارة والصور الوهمية لن يغير شيئا من حقيقتهم.

ليس لدي حرج هنا أن أخاطب هؤلاء المساكين رغم أني أتجاهلهم دائما على صفحتي في "تويتر" وسأستمر، فأحدهم يأتي "مدرعما" يتهمني بأبشع الأوصاف، والآخر يطلب مني رأيا فيتذاكى محاولا إيقاعي في شر كلامي، وثالث يحاول فقط التحرش اللفظي بي علني أنساق لحوار سفسطائي ممل.

سأقول لهم في رسالتي هذا رأيي بهم وموقفي منهم، لا لشيء إلا لكوني أرى أن الوقت قد حان لأعطيهم بعض الـ"وجه" وأرد على "بثارتهم" بأكثر من140حرفا، فلعل في ذلك فرحة لنفوسهم المسكينة وعقولهم المتشنجة.

تأكد أيها "البثر" أنك في سلم الذكاء لم ترتق ولو درجة، وكلماتك مهما نمقتها فلا تحمل معنى لأن الفكر الذي تنطلق منه فارغ، ومحاولاتك الدائمة للتجاوز على الآخرين لا تعني لأي إنسان عاقل أكثر من وقفة ناموسة على طرف القدم.

أنصحك أن تقرأ آيه كريمة قبل أن تغرد فلعل ذلك ينهاك عن فحش الكلام، وأتمنى ولو مرة أن تحاول أن تتحاور بتحضر دون أن يكون ذلك فقط "تميلح" مع عصفورة مغردة تحاول أن ترسم أمامها صورة مغشوشة عن شخصيتك المضطربة.

أيها "البثر" الهمام تذكر أن من يخالفك الرأي قد يكون في يوم والدك وقد يكون ابنك، والمغرد الذي تختلف اهتماماته عنك ليس إلا أنت في المستقبل، فقد تكبر ويتغير عقلك معك لتصبح إنسانا، لأن الزمان أثبت لنا بأن دوام الحال من المحال، و"البثر" الذي في داخلك لا بد في يوم أن يلتفت إليك ويصرخ في وجهك قائلا: "ياخي ارحمني من نفسك".