تتحول المعركة السياسية حول الأخطاء الأمنية التي ارتكبتها وزارة الخارجية الأميركية في خطة حماية بناية مبنى القنصلية الأميركية في بنغازي إلى القضية الأكثر سخونة في مجال حملات انتخابات الرئاسة بين المرشحين: باراك أوباما، وميت رومني. وفيما عقد مجلس النواب جلسة استماع لمناقشة تلك الأخطاء بعد تحقيق أشرف عليه العضو الجمهوري داريل عيسى، فإن أعضاء في المجلس التشريعي اتهموا عيسى باستبعاد شهود وبتزييف معلومات وصلت إليه وبإغفال معلومات أخرى وبتجاهل الديموقراطيين في بعثة أرسلت للتحقيق في الواقعة على الأرض في بنغازي.

بيد أن الإدارة بدورها تحاول دون نجاح كبير إعادة صياغة الرواية التي قدمتها لاقتحام القنصلية بهدف احتواء القضية وذلك إثر تصريحات أدلى بها المرشح الجمهوري ميت رومني قال فيها: إن الهجوم الذي وقع في 11 سبتمبر الماضي "ينبغي أن يقارن بهجوم 11 سبتمبر 2011 على نيويورك وواشنطن إذ إن الفشل كان واحدا في الحالتين".

وقدم مسؤولان رفيعا المستوى في وزارة الخارجية إيجازا للصحفيين أول من أمس قالا فيه: إن المعلومات التي أشارت إلى وجود احتجاج شعبي في الشوارع المتاخمة للقنصلية بسبب الفيلم المسيء للإسلام ومن ثم بدء الهجوم إثر تلك المظاهرات "كانت معلومات غير دقيقة".

وقص المسؤولان ما حدث بقولهما: إن السفير كريستوفر ستيفنز عقد مسلسلا من الاجتماعات مع ديبلوماسيين كان آخرهم تركيا في السابعة والنصف مساء يوم الاقتحام، وإن الاجتماع انتهى بعد ساعة.

وقال أحد المسؤولين: " لقد سار السفير مع الديبلوماسي التركي حتى سيارة الأخير خارج القنصلية في الثامنة والنصف مساء تقريبا وكانت الشوارع المحيطة بالقنصلية هادئة تماما".

وتتناقض هذه الرواية مع ما قالته الإدارة في أعقاب الحادث من أن الهجوم جاء في سياق مظاهرات تحتج على الفيلم.

وقالت سفيرة واشنطن في الأمم المتحدة سوزان رايس، عقب الحادث مباشرة: إن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن الاقتحام حدث كنسخة مطابقة للاحتجاجات التي اندلعت في القاهرة في اليوم ذاته، غير أن مسؤول الخارجية قال عند سؤاله عن تصريحات رايس: " ليست هذه هي النتيجة التي توصلنا إليها".

ويعني ذلك أن مسؤول الخارجية أقر بأن رايس كانت تحاول تضليل الرأي العام الأميركي، أو أنها استدرجت إلى تصريحات لا تستند على معلومات.

إلى ذلك يسعى نائب الرئيس الأميركي جو بايدن (69 عاما) والمرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس بول رايان (42 عاما) خلال المناظرة التلفزيونية المرتقبة بينهما اليوم في كنتاكي (وسط-شرق) إلى تعويض الفرص الضائعة التي فوتها أوباما، في مهاجمة مواقف ميت رومني ومرشحه رايان.